هو وزير فرعون، وكان المسؤول عن أعمال البناء والهندسة في زمن فرعون، قال تعالى: (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب ـ غافر: 36).
وهذا ما ثبت في الكتب التي ترجمت الشخصيات المعروفة عبر التاريخ، والمعلومات التي في القرآن الكريم حول مصر القديمة وحكامها تكشف العديد من الحقائق التاريخية التي لم تكن معلنة وغير معروفة حتى أوقات أخيرة.
فهامان مذكور في القرآن في عدة أماكن مختلفة كأحد المقربين الى فرعون، بينما تذكر لنا التوراة: ان هامان لم يذكر في حياة موسى عليه السلام على الإطلاق، وان هامان كان وزيرا وخليلا (لأحشوريش) ملك الفرس الذي يدعى عند اليونان «زركيس» وكثيرا من الذين يريدون ان يطعنوا في القرآن ويدعون ان رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم كتب القرآن بالنسخ من التوراة، مع ان هناك اختلافا في بعض القصص منها شخصية هامان في القرآن والتوراة.
وسخافة هذه الادعاءات عُرضت فقط بعد فك طلاسم الأبجدية الهيروغليفية المصرية قبل 200 سنة تقريبا، واسم هامان قد اكتشف في المخطوطات القديمة وقبل هذه الاكتشافات لم يكن هناك شيء معروف عن التاريخ الفرعوني، ولغز الهيروغليفية تم حله سنة 1799م باكتشاف حجر رشيد الذي يعود الى سنة 196 قبل الميلاد، وتعود أهمية هذا الحجر الى انه كتب بثلاث لغات: الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية، وبمساعدة اليونانية تم فك لغز الهيروغليفية من قبل شامبليون وبعدها تمت معرفة الكثير حول تاريخ الفراعنة. وخلال ترجمة نقش من النقوش المصرية القديمة تم الكشف عن اسم «هامان» وهذا الاسم أشير اليه في لوح أثري في متحف «هوف» في فيينا وفي مجموعة من النقوش كشفت لنا ان هامان كان رئيس عمال محجر البناء، وها هي النقوش تكشف لنا حقيقة هامان بعكس ما ذكرته التوراة والإنجيل، وردا على الزعم الخاطئ لمعارضي القرآن، فهامان الشخص الذي عاش في مصر وفي وقت النبي موسى عليه السلام، والذي كان أقرب المقربين لفرعون كما ذكر القرآن لنا: قال الله تعالى: (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع الى إله موسى وأني لأظنه من الكاذبين ـ القصص: 38).
والنقطة المهمة المذكورة في القرآن هي: ان هامان هو الشخص الذي أمره فرعون بأن يبني له صرحا ليطلع لإله موسى عليه السلام، وهنا يظهر إعجاز القرآن في حقيقة هامان، والذي لم تُعرف حقيقته إلا بعد فك رموز اللغة الهيروغليفية بعكس التحريف الذي في التوراة والإنجيل الذي يذكر لنا أنه كان وزيرا وخليلا لأحشوريش ملك الفرس. (من كتاب «معجزات القرآن» للمؤلف هارون يحيى).
وهذه الحقيقة الناصعة كانت سببا في إسلام الكاتب الفرنسي المشهور «موريس بوكاي» وكتب حول هذه الحقيقة ما يُثلج الصدور، بعد ان وضع النقاط على الحروف.. (ويريد الله أن يُحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ـ الأنفال: 7).