هو أبوعلي الحسن بن الهيثم، صاحب أول نظرية تثبت ان الضوء ينتقل من المبصرات الى العين، وهو عكس ما كان شائعا من قبله، من ان العين هي التي ترسل أشعة متى اصطدمت بجسم من الأجسام نتمكن من رؤيته، ويقول عنه د.وليم عبيد وعبدالعظيم أنيس في كتابيهما «مقدمة في تارخ الرياضيات.. الحساب والجبر»: لم يكن ابن الهيثم عالما طبيعيا ورياضيا كبيرا وفق جميع المعايير فحسب، وانما كان مهندسا كبيرا بمقاييس عصره، فهو أول من أشار الى فكرة تخزين مياه النيل عند أسوان للانتفاع بها في فصول الجفاف، ولقد سمع الحاكم بأمر الله، الخليفة الفاطمي في مصر، بأمر ابن الهيثم وعلو مقامه في العراق، فدعاه الى مصر وخرج لاستقباله خارج أسوار القاهرة وولاه منصبا من مناصب الدولة. وبعد وفاة الحاكم استوطن ابن الهيثم غرفة بجوار الجامع الأزهر وانقطع للبحث والتأليف حتى وفاته، ويعتبر كتابه «المناظر» أكبر أعماله العلمية وأجلها شأنا وكثير من مسائل الهندسة والجبر التي حلها كانت نواتج دراساته في علم الضوء. ويضيف المؤلفان: «ويعتبر العالم البريطاني برونفسكي في كتابه «ارتقاء الإنسان» ان ابن الهيثم أعظم الرجال الذين ترجم الأوروبيون أعمالهم في القرون الوسطى وعصر النهضة، لأنه أدرك لأول مرة في تاريخ البشرية اننا نرى الأجسام لأن كل نقطة عليها ترسل شعاعا الى العين وتعكسه منها لا العكس كما كان يظن اليونانيون، وان هذه الفكرة هي التي أدت الى فكرة المنظور، التي كانت ذات أثر كبير على الفن الأوروبي. ولد ابن الهيثم في البصرة عام 965م، وقضى معظم حياته بالقاهرة ودفن بها عام 1039م.