كتاب ومؤلف
الشمري: قوامة الرجال على النساء ليست قهراً للمرأة وليس للأنثى أن تتولى عقد الزواج لنفسها أو لغيرها
أكد الأستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت د.ناصر خلف الشمري أن مشروعية ولاية الرجل على الأنثى من مظاهر تكريم الله تعالى للمرأة، مشيرا إلى أنها لا تعني التسلط عليها وإجبارها على النكاح ممن لا ترغب، وإنما شرعت الولاية بشكل عام لما فيه مصلحة للمولى عليه وذلك لعجزه عن تحقيقها بنفسه.
وأوضح الشمري في لقائه مع «الأنباء» حول كتابه «الولاية والإجبار في النكاح ـ دراسة فقهية مقارنة ـ» أنه ليس للولي أن يمنع من تحت ولايته من نكاح من ترغب به ما لم يكن هناك مانع شرعي، لافتا إلى أن اختياره لهذا البحث جاء ردا على الأصوات المطالبة بإلغاء الولاية على الأنثى التي تزعم أنها تحط من قدر المرأة وتجعلها أسيرة بيد وليها، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما السبب وراء تأليفكم لهذا الكتاب؟
قد من الله علي بالإبتعاث من قسم الفقه وأصوله كلية الشريعة ـ جامعة الكويت ـ للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، وقد حصلت على درجة الماجستير من كلية دار العلوم، بجامعة القاهرة، عن موضوع «صيغ الأمر في القرآن والسنة»، فأردت أن يكون موضوع رسالتي في الدكتوراه موضوعا فقهيا، وكان اهتمامي منصبا على مواضيع فقه الأسرة وذلك لما لها من أهمية في حياة الفرد والأسرة، فقمت بتقديم خطة بحث لموضوع «الفرقة بين الزوجين عن طريق القاضي»، وعرضتها على الأستاذ د.محمد بن عبدالوهاب أبياط، فنبهني إلى أن هذا الموضوع قد تناوله بعض العلماء المعاصرين بالبحث وألفوا فيه المؤلفات، ولعل ذلك يجعل من بحثي في هذا الموضوع تكرارا بلا فائدة، واقترح علي عوضا عن ذلك موضوع «الولاية والإجبار في النكاح.. دراسة فقهية مقارنة»، فانشرح صدري لهذا الموضوع.
سبب الاختيار
لكن ما سبب اختياركم لهذا الموضوع بالتحديد وما مدى أهميته؟
دفعني إلى اختيار هذا المبحث أمور، منها أهمية موضع الولاية في النكاح، وازدادت الأهمية في هذا العصر الذي تعالت فيه الأصوات مطالبة بإلغائها على أساس أنها تحط من قدر المرأة وتجعلها أسيرة بيد وليها، ومنها أيضا ظهور الكثير من الدراسات الفقهية التي تناولت موضوع الولاية في النكاح واقتصرت في ذلك على ولاية الرجل على المرأة، فأردت ببحثي ان أتناول ولاية الرجل على المرأة في باب النكاح، وولايته على غيرها من أصناف المولى عليهم.
وكذلك لاختلاف النظرة حول الولاية في النكاح، فهناك من ينظر إليها أنها حجر على المرأة وسلب لإرادتها، وهناك من يرى أنها حق للولي يملك بها أن يزوج من تحت ولايته دون الرجوع إليه، وهذه النظرة أثرت في الدراسات الفقهية لهذا الموضوع، فأردت أن أبين في هذا البحث ما جاء عن الولاية منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وكذلك أردت أن أزود المكتبة الإسلامية بمؤلف في باب الولاية في النكاح يبين ما للولي وما للمولى من حقوق وواجبات.
إذن هل لك أن تذكر لنا تعريفا للولاية التي تتحدث عنها؟
لم يعتن الأولون بتعريف واضح وشامل للولاية، لذا فهناك تعاريف عديدة، لكني وجدت أفضل هذه التعاريف وأشملها، هو هذا التعريف، «الولاية هي سلطة شرعية تثبت لكامل الأهلية تمكنه من التصرف الصحيح النافذ لنفسه أو لغيره، جبرا أو اختيارا»، والذي دعاني إلى اعتماد هذا التعريف للولاية أمور، منها أن التعريف أتى بحقيقة الولاية، وهي تلك السلطة التي يتمتع بها من بيده الولاية لتنفيذ القول على المولى عليه، وكذلك فإن التعريف أتى ببيان أثر الولاية، وهو إنفاذ التصرف على المولى عليه، وأيضا فإن التعريف شامل لجميع أقسام الولاية.
ثبوت الولاية
ما أسباب ثبوت الولاية على المولى عليه؟
إن الولاية شرعت لما فيه مصلحة المولى عليه، وذلك لعجزه عن تحقيق ذلك بنفسه، وهذا يتطلب منا بيان الأسباب التي بموجبها تثبت الولاية عليه، وهذه الأسباب هي الرق والصغر والجنون ويلحق به العته والسفه والأنوثة، والسبب الأخير يختص في باب النكاح دون غيره من الأبواب الفقهية، وأما الأسباب الأخرى فهي عامة، تدخل في باب النكاح، وفي غيره من الأبواب الفقهية.
لكن ما أسباب ثبوت الولاية للولي نفسه؟
الأسباب التي بموجبها استحق الولي هذه الولاية 7 أسباب وذلك بعد الاستقراء والتتبع، وهي القرابة والملك والولاء والإمامة والوكالة وبالإيصاء وبالكفالة، وقد أفردت لكل واحد منها مطلبا مستقلا في الرسالة.
الحكمة من الولاية
لكن ما الحكمة من مشروعية الولاية؟
تتضح الحكمة من مشروعية الولاية بمعرفة من تجب عليه الولاية، فمثلا أساس ثبوت الولاية على الأنثى هو الأنوثة، فخبرتها في الحياة قليلة لقلة تجاربها، فهي مطالبة بعدم الخروج من بيتها إلا للحاجة، ولأن التعامل مع الآخرين يحتاج إلى الخبرة والحنكة والدهاء، وهذه الأمور غير متوافرة لدى الأنثى في الغالب، فكان في إثبات الولاية عليها حفظا لها من الزلل، وصيانة لها من الخطر في أمور لا تحتمل الزلل، مثل الزواج ممن ليس بكفء لها، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى القوامة للرجال على النساء، فقال عز وجل (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
وهذه القوامة التي للرجال على النساء ليست قهرا أو إذلالا للمرأة وتحكما في مصيرها، وإنما هي حماية ورعاية لها، وهي واجب على الرجل وعليه القيام بها على أكمل وجه، وأن يقوم برعاية من تحت ولايته من النساء حق الرعاية.
وكذلك فإن إبداء الأنثى لرغبتها في النكاح وحضورها مجالس الرجال مما ينفر منها الخطاب لجرأتها وإقدامها على مالا لا يليق، وهذا لا يعني أن الأنثى ليس لها من الأمر شيء، فلها أن توافق على النكاح، ولها أن ترفض، ولها أن تملي شروطها حتى تطيب نفسها بالنكاح، وبذلك يكون لها غنم هذا العقد.
ولاية المرأة
ولكن ماذا عن صحة تولي الأنثى عقد النكاح لنفسها أو لغيرها؟
الراجح في هذه المسألة والله أعلم هو قول الجمهور، وهو أن الأنثى ليس لها أن تتولى عقد النكاح لنفسها أو لغيرها، وعبارتها غير معتبرة في ذلك النكاح، والنكاح الذي تتولاه الأنثى يكون باطلا يفسخ في كل حال، لا فرق في ذلك بين البكر والثيب، ولا بين الشريفة والدنيئة، ولا بين من يأذن لها الولي أو التي لا يأذن لها الولي، وليس لكفاءة الزوج أثر في ذلك.
نتائج
هل هناك من نتائج لبحثك تود أن تذكر شيئا منها؟
أهم هذه النتائج أن يعلم أن الولاية شرعت لما فيه مصلحة للمولى عليه وذلك لعجزه عن تحقيقها بنفسه، كما أن ثبوت الولاية على الأنثى لا تعني التسلط عليها واجبارها على النكاح ممن لا ترغب، وانما هي من مظاهر تكريم المرأة، وأيضا ليس للولي أن يمنع من تحت ولايته من نكاح من ترغب به ما لم يكن هناك مانع شرعي.
قارئ للقرآن
لابد لطالب الشريعة ومشرف حلقات تحفيظ القرآن البدء بنفسه قبل غيره في حفظ القرآن وحافط القرآن منح هدية من الله فيجب دفع ضريبتها بمعاهدة القرآن ومراجعته
أكد القارئ علي الجعفري أهمية أن يكون لحافظ القرآن وللشاب المسلم ورد يومي من القرآن لا يفرط فيه في سفر أو حضر، لافتا إلى أن حفظ القرآن هبة وهدية من الله لابد من العناية بها وشكرها، كما أوضح أهمية المشاركة بمسابقات حفظ القرآن الكريم لما فيها من تشجيع وتنافس في الخير.
ووجه الجعفري رسالة في لقائه مع «الأنباء» إلى كل من تقلد مسؤولية في حلقة تحفيظ القرآن أو في لجنة دعوية أو خيرية إلى أن يبدأ بنفسه بحفظ القرآن الكريم متقنا ومجودا، مطالبا من فاته قطار حفظ القرآن لكبر سنه وكثرة انشغالاته ألا يفرط في أولاده ويهمل تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم لينال بذلك تاج الوقار الذي وعد الله به والدي حافظ القرآن يوم القيامة، وفيما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن الأسباب التي دفعتك لحفظ كتاب الله؟
كنت أحفظ شيئا من القرآن متفرقا وليس كله، حتى نهايات دراستي في كلية الشريعة، ودخلت الكلية وأنا أحفظ فقط عشرة أجزاء، لكن كان في داخلي هم كيف أكون طالبا في الشريعة ولا أحفظ القرآن كله؟ وهو منبع العلوم وأساس العلم الشرعي، كما أني كنت قبل ذلك مشرف حلقات قرآن، فاستثقلت أيضا مسمى مشرف حلقات وأنا لا أحفظ القرآن كاملا، لذلك أخذت عهدا على نفسي بحفظه بعد نهاية الدراسة، وبعد التخرج مباشرة عاهدت نفسي على تأجيل دراسة الماجستير والزواج حتى أحفظ القرآن، فإن بعد الزواج تبدأ الشواغل تطرأ على الإنسان أكثر، وخلال ستة أشهر اصطفاني ربي وأكرمني بحفظ كتاب الله عز وجل، وفي 2002 عينت إماما في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى يومنا هذا.
ورد يومي
ما الذي تغير وطرأ في جدولك اليومي بعد حفظك للقرآن كله؟
القرآن أصبح وردا يوميا لا أفارقه لا في سفر ولا في حضر، أقرأ من صدري لا أفتح المصحف في صلاتي وفي السيارة، وهذه من ضرائب حفظ القرآن أن تتعهده وتلازم مراجعته، فإنك صرت بحفظك للقرآن من أهل الله وخاصته، وقد أعطيت هدية من الله فيجب عليك دفع ضريبتها من المراجعة، لذلك فإني أعتب على بعض الإخوة الذين حفظوا القرآن ثم فرطوا في مراجعته حتى صار حفظه مترهلا وضعيفا ومتقطعا.
هل حصلت على إسناد في القرآن الكريم وعلى يد من كان ذلك؟
حرصت على نيل السند لشرفه، فكما هو معلوم أن أمة محمد أمة إسناد، فحصلت على سند من الشيخ د.مأمون كاتبي برواية حفص عن عاصم في عام 2000، واستفدت منه كثيرا في تصحيح تلاوتي، وبعد الماجستير بعدة سنوات عرضت دورة في القراءات العشر لأول مرة في الكويت، فاشتركت فيها مع عدة أسماء بارزة من حفاظ الكويت، وحصل المشتركون فيها على سند بالروايات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة، على يد الشيخ عبدالرازق علي موســى رحمه الله، وهو عضو فـي اللجنة العلميــة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وهو محقق ومؤلف وإمام في القراءات في هذا العصر.
مشاركة يتيمة
هل لك مشاركات في مسابقات حفظ القرآن الكريم على الصعيد المحلي أو الدولي؟
لي مشاركة وحيدة ويتيمة في مسابقات حفظ القرآن، فلم أكن حريصا على مثل هذه المشاركات رغم ما فيها من خير، كمساهمتها في التشجيع وإيجاد روح التنافس بين الشباب، إضافة إلى أنها تمنحك فرصة الالتقاء بالحفاظ الكبار، وقد اشتركت في مسابقة الكويت الكبري لفئة 30 جزءا «القرآن كله في 2006 وحصلت بحمد الله على المركز الأول، وحظيت بتكريم صاحب السمو الأمير ونلـت الشرف الدنيوي، وأسأل الله ألا يحرمني شرف الآخرة.
القرآن والنشيد
ما رأيك في ظاهرة الجمع بين قراءة القرآن والإنشاد خاصة أن لك إصدارات قديمة في الإنشاد؟
الجمع بين القرآن والإنشاد لا يعدو أن يكون جمعا بين علم وفن أو بين علم وهواية أخرى، كمن يكون حافظا للقرآن وشاعرا، أو حافظا وخطيبا، أو حافظا وله هواية في الحلال، والنشيد شعر ملحن يؤدى بصوت جميل وهو لا بأس به، وحكم النشيد استغلالا جائز ومعروفة أدلته، والانشغال بكتاب الله أيضا معروف فضله، لكن يبقى ضرورة ذكر ملاحظة مهمة أنه يحتاج إلى مزيد من الانضباط بألا يشغلك النشيد عن القرآن فضلا عن التزامه بالضوابط الشرعية المعروفة، وأما إذا تحدثت عن نفسي فإني قد اعتزلت الإنشاد اعتزالا هادئا وآثرت تركه، وشغلني الله بما هو خير منه، ومع ذلك فأنا غير نادم في تجربتي تلك، فلي إصدارات جميلة في الإنشاد لا يمكن نسيانها.
طموحي
ما طموح القارئ علي الجعفري بعد حفظه للقرآن الكريم؟
طموحي أن أخرج من هذه الدنيا حافظا للقرآن مستحضرا له، هذا طموحي وما أحدث به نفسي، فإني إذا نسيت آية أتألم، فالقرآن غالب غير مغلوب.
هل من كلمة أخيرة أو وصية تحب قولها في ختام اللقاء؟
أقول لمن فاته قطار العمر وشغلته الحياة عن حفظ القرآن الكريم ألا يفرط في العناية بأبنائه حتى يلبسوه تاج الوقار، فلا يأس في القرآن، قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، ورسالة أخرى أوجهها لكل مسؤول أوكلت له مهمة في حلقات القرآن الكريم أو جمعية خيرية دعوية أن يبدأ بنفسه ويحفظ القرآن الكريم.
صفحات نوافذ الأنباء الرمضانية كاملة في ملف ( pdf )