الفيلسوف الأميركي د.أرثر كين
كان شغوفا منذ سنوات عمره المبكرة بدراسة الأديان، وعقد المقارنات بينها، والاطلاع على طقوسها ومبادئها، وعندما طرق الفيلسوف الأميركي د.أرثر كين ميدان الحياة العملية، كان قد تزود بمعين كاف من الدراسات الخاصة بالأديان بما تحمل من فلسفات روحية ومادية، فاشتغل في الصحافة موجها قلمه وجهده الى الكتابات الاجتماعية والفلسفية.
خلال تلك الفترة كان د.أرثر كين يعيش حياة تكاد تكون منطوية، وشده أن يجد الإسلام يصف الخمر بأنها «أم الخبائث» ووجد في هذا الوصف أصدق ما ينطبق على ذلك الشراب الضار، فازداد إقبالا على تصفح كتاب الله والتحقق في آياته، وتدبر أحكامه من خلال نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم، ولكن تمنى ـ وقتها ـ لو كان يعرف اللغة العربية ليتمكن من قراءة القرآن الكريم بلغته التي أنزل بها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويحكي د.كين في مقالة نشرتها مجلة «حضارة الإسلام» المصرية في شعبان 1383 هـ يناير 1963م نقلا عن مجلة «الحسنى» المغربية بعنوان «لماذا أسلمت؟» يقول: «أخيرا خرجت بنتيجة مهمة ووصلت الى الحقيقة التي ظللت أبحث عنها طويلا، وهي انني سأعتنق الإسلام وأكون مسلما، لذا اتجهت نحو الشريعة الإسلامية أقرأ كل ما كتب عنها بالإنجليزية، فقرأت القرآن الكريم مرتين في تأن وروية، وقرأت كتبا كثيرة في الفقه الإسلامي والدراسات الإسلامية، وانتهيت في يقين الى ان الدين الإسلامي هو دين العقل والمنطق، وهو دين الدنيا والآخرة، وهو أيضا دين المادة والروح».
وأمكن له بعد بحث طويل في سر الوجود، ساعده عليه تعمقه في الأبحاث بحكم دراساته السابقة للأديان والفلسفة وعلم النفس، ان يصل الى القرار الصحيح حين رأى ولمس ان الإسلام هذا أقرب الأديان الى الله، والى النفس الإنسانية.
أمضى د.كين عامين من التردد قبل أن يتخذ قراره، ثم حسم أمره واتخذ الخطوة الأولى.