حسام مشاري: من الذي عمل أول زورق؟
إذا كنت تعيش قرب النهر ولم تكن قد شاهدت زورقا من قبل، فماذا كنت ستفعل؟ ربما تريد ان تعبر هذا الماء، أو ان تخوض مع تياره، ستنظر الى شيء ما لتتعلق به ليجعلك تطفو فوق الماء في شيء مشابه، ربما اكتشف الإنسان البدائي ذلك من خلال ربط حزمة أو جذع الشجر سوية، واستخدم العصا او غصن الشجر كمجداف او كسارية ليتمكن من ان يعبر النهر او البحيرة من تلك ولدت فكرة الزورق.
هذا النوع من الزوارق يتكون من اجسام طافية تربط سوية فتصبح طوافة حقيقية، لكن المشكلة في هذه الطوافة هي عدم تحركها بسرعة وعدم اندفاع الماء فوقها ومن تحتها. وعند البحث عن زورق اسرع، لا يدخل فيه الماء فكر الإنسان البدائي في عمل تجويف في جذع الشجرة، إلا أن هذا الزورق لا يتمكن من حمل مواد كثيرة مقارنة بالطوافة، ومن السهل ان ينقلب لذلك حاول الانسان البدائي تحسين هذا النوع من الزوارق فأثنى أو أحنى مقدمة ومؤخرة الزورق لغرض زيادة سرعته، ثم اخترع الهراب في قاعدة السفينة، وحاول رفع جوانب الزورق ببنائها بلوح خشبي سميك. اما هؤلاء الذين بقوا يستخدمون الطوافات فقد بدأوا ايضا في تحسين مزاياها، فصنعوا ارضية الطوافة من الخشب المربع والمسطح، وبنوا منصة على ارضية الطوافة من اجل راحة اكثر وحماية افضل (والتي تعتبر بداية لبناء الدفة او غرفة القيادة) كذلك بنوا الجوانب والنهايات، لذلك صار عندهم زورق، تطور فيما بعد الى فلك كبير او سفينة صغيرة ان كل هذه الزوارق تتميز بالقعر المسطح.
وبمرور الوقت اصبحت الطوافة وكذلك الزورق المصنوع من جذع الشجر يمتلكان خصائص مشتركة، ومن ذلك بدأ السؤال في توحيد احسن الخصائص التي يمتلكانها لبناء زورق ذى نوعية تلبي الحاجة المطلوبة.