جوته
أهم كاتب روائي، شاعر، فيلسوف، مفكر، ألماني، بل أوروبي، ولد لأب كان مستشارا للقصر، في 28 أغسطس من عام 1749، تلقى علومه في اللغات والرسم والموسيقى كأي ابن من الحاشية الملكية، ثم درس القانون في لايبزج، وانتقل الى شتراسبورغ ليتابع المحاضرات في الطب والتاريخ حتى عام 1770، وتقدم للدكتوراه ليجاز في القانون ويعمل محاميا في فرانكفورت، وظهرت أولى رواياته الضخمة عام 1773، لكن روايته الثانية عام 1774 وهي (آلام فيرتر) هي التي حققت له الشهرة وعرف في الأوساط الراقية بسرعة، وشغل منصبا مهما في المجال السياسي وترقى لرتبة (النبلاء) على يد القيصر جوزيف الثاني وانتقل للإقامة في القصر الملكي في فايمار عام 1782، وكانت أولى وأهم رحلاته لايطاليا عام 1786 والتي شكلت منحنى خطيرا في حياته، كتب بعدها (افجيني وتاوروس) شعرا عام 1787، ثم عاد الى فايمار، وقابل لأول مرة شاعر ألمانيا الكبير (شيللر) عام 1778، وسجل العام ذاته لقاءه مع كريستياني فوليووس، وفي ديسمبر عام 1789 أنجب أول أولاده منها، وفي العام التالي قام برحلته الثانية لايطاليا وتعمق في دراسة العلوم الطبيعية وكتب مسودة سريعة (لفاوست) كما كتب (تاسو).. شغل جوته بعدها ادارة المسرح الملكي في فايمار، وشارك في العام التالي في حملة عسكرية ضد فرنسا، التي احتلت فايمار عام 1806 تزوج بعدها من ام ابنه، ثم كان لقاؤه التاريخي مع نابليون بونابرت عام 1808 م ليكتب بعدها رائعته التي خلدته وهي (فاوست) في الجزء الأول، ثم مسيرة حياته في الشعر والحقيقة حتى تعرف على (بيتهوفن) عام 1812 ثم قيصر روسيا الكسندر الأول، حتى اصبح وزيرا عام 1815 توفيت بعدها زوجته، وكتب واحدا من أهم وأجمل مؤلفاته الشعرية: (الديوان الشرقي ـ الغربي).. عام 1819 كما أتم الجزء الثاني من رائعته (فاوست) عام 1831، ومات في 22 مارس عام 1832 ودفن في المقبرة الملكية في فايمار.
وعن جوته يروى الكثير بحيث تتشوه معالم صورته، سواء كوطني أناني أو كرجل لا يهمه عدد النساء اللاتي أغواهن خاصة المراهقات والمتزوجات، كما ان دراسات صدرت عن نزعته (الوصولية) وميله للايقاع بين القصر ومعارفه وأصحابه، حتى اسرائيل نفسها، اعتبرته حافزا قويا لفكرة القومية الألمانية التي تبناها هتلر فيما بعد.
ورغم كل ما قيل ويقال عنه، فقد كان أديبا وشاعرا امتلك ناصية اللغة الألمانية بكل البراعة والعمق والجمال، والتي سجلت فكره وفلسفته وثقافته، بحيث يصبح من الصعب ان يتفوق عليه اي أديب آخر في الألفية الثانية، وبحيث لا يصبح له ند الا شكسبير الانجليزي.
(من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ - أسيمة جانو)