هل كانت الصحراء الأفريقية قاحلة منذ القدم؟
الصحراء الافريقية أشد مناطق العالم حرارة في الصيف وأكبر صحاري العالم، تبلغ مساحتها أكثر من (3.500.000) ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ميل مربع (أو خمسة ملايين وسبعمائة ألف كلم 2).
مع ذلك فإن معظم أقسام هذه الصحراء كان ذات يوم مغمورا بالماء في عصور غابرة كان فيها أنهار ووديان، والواقع ان بعض الناس يظنون ان رمال الصحراء تكونت يوم كانت قعرا لبحر عظيم. غير ان أهل الاختصاص يرفضون هذه النظرية.
كل ما نعرفه ان الصحراء الافريقية كانت ذات مناخ رطب معتدل أو مداري، وربما كانت فيها نباتات وأشجار، غير ان الحياة النباتية قد اختفت تدريجيا وصارت المنطقة جافة، ولما جفت التربة اخذت عوامل التعرية والحت، لا سيما الرياح تفتت الصخور حتى تحولت الى رمال، مع ذلك لا تزال هناك بعض الواحات حيث تنمو النباتات والأشجار، وحيث توجد الينابيع والآبار الطبيعية.
سبب جفاف الصحراء يعود الى الرياح التي تهب على المنطقة، انها الرياح الشمالية الشرقية، المعروفة باسم الرياح التجارية، التي تهب باستمرار في اتجاه المنطقة الاستوائية، وكلما اقترب الهواء من المنطقة الاستوائية ازدادت حرارته وصار بإمكانه ان يمتص قدرا أكبر من الرطوبة، وهكذا يمتص الهواء رطوبة المنطقة، كما تمتصها ورقة النشاف ويترك الصحراء جافة حارة.
هناك مناطق كثيرة تبلغ درجة حرارتها في شهر يوليو مائة درجة فهرنهايت (أو 55 درجة مئوية) وهناك موقع قرب طرابلس اسمه «العزيزية» سجلت فيه أعلى درجة حرارة على الأرض في عام 1922، فقد بلغت الحرارة يومذاك (136.4) درجة فهرنهايت (أي أكثر من 70 درجة مئوية)، لكن عندما تغيب الشمس تبرد الأرض بسرعة وتهبط الحرارة الى ما يقارب درجة تجمد الماء، وفي بعض الواحات يتجمد الماء في ليالي الشتاء.
وعلى الرغم من الجفاف فإن في الصحراء بعض الحيوانات كالغزال الصحراوي الذي يحمل في أحشائه كيسا يدخر فيه الماء.
(من كتاب: « الموسوعة العلمية المبسطة - عجائب الكون وغرائبه»)