الانكا
بعد غزو المكسيك، دخل الإسبان في اتصال مع شعب «الانكا» الذي كان يسكن بيرو.
حكم قبائل «الانكا» المحاربون، قرونا عديدة، وسكنوا منطقة «كوشاس» وفوق جبال «الانديز» اعتمدت قوتهم على سلاح متميز، وعلى قدرة تنظيمية ملحوظة.
عوملت النخبة باعتبارها من ابناء إله الشمس، الذين كانوا يعرفون مزايا العلم، اما الفئات الأخرى فقد قسمت الى مجموعات لكل منها مكانتها حسب ملكية الأرض، وعلى جميع الأطراف ان يعملوا، ودائما ما يجب على المرأة أن تؤدي مهامها العملية الخفيفة، مثل النسيج، وغزل الأقمشة.
حول شعب «الانكا» منحدرات الجبال الى ارض زراعية، وقنوات للري، اما الجيش فقد كان من السهل استدعاؤه في اقصر مدة ممكنة للدفاع عن البلاد، اما الجبال الممتلئة بالأنهار، فقد بنى «الانكا» جسورا من الحجارة تربط بين الضفاف.
كانت عبادة الشمس امرا اجباريا بالنسبة لكل المواطنين، وكانت العاصمة «كوتسكو» هي محط الأنظار، يسكنها ستون ألف نسمة، يقيمون على ارتفاع خمس كيلوات فوق سطح البحر، بنوا الكثير من القطع الحجرية، قلاعا، ومعابد، ومقابر، مزدانة بالذهب والفضة.
لم يكن المواطن العادي يتعلم أي شيء آخر عدا مهنته، باعتبار أن الدول تسهر على رعايته.
كان يوجد بالعاصمة دير يضم خمسمائة عذراء، تم اختيارهن من الأسر ذوات الدم النقي، هؤلاء سوف يتم تقديمهن ضحية إلى الشمس.
تعرضت «الانكا» للغزو مرتين، الأولى بواسطة رجلين هما «البيثارى» و«الماجرو».
غزا «البيثارى» بيرو عام 1532 كان لديه مائة وسبعون رجلا وسبعون حصانا، وتم تسهيل الغزو بواسطة زعيمين من الانكا، وقد انبهر اهل الانكا برؤية الجياد، فلم يقاوموا. لكن احد قادة الانكا قام بإعدام الغزاة كفداء للشمس، وعندما تعقدت الامور، وافق الانكا على دفع فدية ضخمة من الذهب وتم اعدام «البيثارى» شنقا.
اما «الماجرو» فقد قتله جنوده، في الوقت الذي بدأت فيه حضارة الانكا في الانهيار.
(من كتاب: موسوعة الحضارات المختصرة ـ محمود قاسم)