فجع أهالي الرياض بمصرع خمس فتيات في حادث انقلاب للسيارة التي تقلهن، وتقودها امرأة، إثر اصطدامها بكثب رملي في أحد المتنزهات البرية القريبة من العاصمة.
الحادث المروع الذي وقع في منطقة الثمامة (شمال شرقي الرياض) وأصيبت فيه خمس فتيات أخريات بإصابات خطيرة كن في المركبة نفسها أعاد إلى الساحة الجدل حول قيادة المرأة للسيارة في السعودية، والذي بدأ منذ سنوات بين مؤيد ومعارض، ولم يحسم بعد.
وربطت الكاتبة الصحافية د.بدرية البشر بين تعرض المرأة لحوادث مرورية قاتلة وعدم منحها حقها الطبيعي في قيادة السيارة، وألمحت إلى أن الدولة تتحمل مسؤولية هذه الحوادث من خلال عدم إقرار هذا الحق، وقالت «إن قيادة السيارة من مشروعات التنمية المتاحة أمام الإنسان بشكل عام، والدولة هي التي تخطط وتشرع لمشروعات التنمية وتنظمها بكل تأكيد».
ورفضت البشر ادعاء بأن المجتمع السعودي يرفض هذه المسألة، مبررة ذلك بأن المجتمعات الخليجية قبلية ومحافظة ومتدينة، ومع ذلك فالمرأة في جميع دول الخليج تقود سيارتها بكل يسر وسهولة، ودون أي معارضة.
وتضيف «يكفي أن تبتعد عن الرياض 80 كيلومترا، لترى السيدات وهن يرتدين البراقع، يقدن السيارات، ويمارسن حياتهن بشكل طبيعي، وهذا يعتبر في مجتمعهن مقبولا وغير مستنكر». وأرجعت ناشطات سعوديات سبب الحادث المؤلم إلى عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، مما يضطرها حين تريد أن تقود السيارة إلى الابتعاد عن الأنظار، وتعلم القيادة أو ممارستها في المناطق البرية والصحاري بطريقة غير نظامية، معرضة حياتها وحياة من معها للخطر، بالإضافة إلى تكبيد البلاد خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الاعتماد على العمالة الأجنبية من السائقين.
يذكر أن مساعد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض الرائد فواز الميمان قد أوضح في بيان له اول من أمس أن سيارة من طراز «جيب لاندكروزر» تقودها امرأة في منتصف العقد الثاني من عمرها، ترافقها 9 من زميلاتها، اصطدمت بعقم ترابي في متنزه خاص في منطقة الثمامة ثم انقلبت ما أدى إلى وفاة 5 نساء وإصابة الباقيات، مشيرا إلى أن فرقا من إدارة مرور منطقة الرياض باشرت الحادثة، واتخذت الإجراءات اللازمة.