- سيتي غروب قدرت أضرار الزلزال بنحو 127 مليار دولار
- علماء يستعينون بالروبوتات للبحث عن الضحايا
- أستراليا: 22 من مواطنينا فقدوا في المناطق المنكوبة
- 3 جمعيات أميركية جمعت أكثر من 51 مليون دولار للضحايا
- وكالة الطاقة الذرية: الوضع في فوكوشيما خطير للغاية
قال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية أمس ان الرئيس الأميركي باراك اوباما أبلغ رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان ان واشنطن تريد تقديم دعم كامل لجهود الاعمار على المدى المتوسط والطويل في اعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
وأضاف يوكيو إدانو قائلا في مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة عرضت ايضا ارسال خبراء نوويين للمساعدة في التغلب على أزمة في المحطة النووية في ظل خطر كارثة لتسرب اشعاعي فوكوشيما.
خسائر الزلزال
فيما قدرت سيتي غروب أضرار الزلزال بنحو 127 مليار دولار أي ما يعادل 2% من إجمالي الناتج المحلي لليابان.
وصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الوضع في محطة «فوكوشيما» النووية اليابانية بأنه «خطير للغاية». جاء ذلك في الوقت الذي يستعد فيه أمانو للتوجه إلى اليابان.
تسود مخاوف من حدوث انصهار في المحطة التي تضررت بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد بقوة 9 درجات على مقياس ريختر الجمعة الماضي وتسبب في حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) مما أدى إلى تعطل نظم التبريد في جميع مفاعلات المحطة.
وأوضح أمانو وهو ياباني الجنسية أن «الوضع خطير للغاية» في إشارة إلى الأضرار التي حدثت في قلب المفاعلات 1 و2 و3 بالمحطة.
ورغم ذلك، كافح العمال في محطة فوكوشيما من أجل الحفاظ على استقرار الوضع هناك، وشدد أمانو على أنه «لم يحن وقت القول ان الأمور قد خرجت عن السيطرة».
وقال المدير العام للوكالة إنه ذهب إلى اليابان من اجل المشاركة في اجتماع رفيع المستوى لاستكشاف مزيد من مجالات التعاون بين الوكالة واليابان. وأكد «كان هناك بالتأكيد مجال للتحسن».
ومن المقرر أن تتوجه مجموعة صغيرة من خبراء الوكالة إلى طوكيو مع أمانو.
كانت اليابان طلبت خبراء من الوكالة لمراقبة الوضع البيئي حول فوكوشيما.
وأضاف أمانو أنه لا يوجد ما يكفي من المياه في أوعية المفاعلات لتوفير التغطية الكاملة للمواد النووية الساخنة وأن درجات الحرارة ارتفعت في ثلاثة أحواض يتم فيها تخزين الوقود المستنفد.
مستويات الإشعاع مرتفعة
وقد كافح العمال في محطة فوكوشيما للحفاظ على برودة المفاعلات بضخ مياه البحر للحفاظ على المياه حول قضبان الوقود، ورغم ذلك، وقعت سلسلة انفجارات وحرائق بالمحطة.
وشوهدت سحب الدخان الأبيض تتصاعد صباح الأربعاء الماضي من المفاعل رقم 3، بعد حريق اندلع لليوم الثاني بالمفاعل رقم 4.
وتسبب ارتفاع مستويات الإشعاع في المحطة أمس في إخلاء مؤقت لـ 50 عاملا ظلوا بالمحطة مع إلغاء خطط قيام مروحيات بإسقاط مياه فوق المفاعل 3.
انخفض معدل الإشعاع إلى 2.6 مليسيفيرت قبيل الساعة 0300 بتوقيت جرينتش بعد أن كان المعدل قد وصل خلال الليل إلى 1000 مليسيفيرت وهو المعدل الضار بالحصة.
ونقلت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية عن يوكيو إيدانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني قوله إنه ليس من المحتمل أن يكون هيكل الاحتواء بالمفاعل 3 قد لحقت به أضرار بالغة، ليتراجع بذلك عن تصريح سابق ذكر فيه أن الهكيل ربما يكون قد تعرض للدمار.
روبوتات للإنقاذ
ميدانيا، عادت جميع روبوتات الإنقاذ اليابانية المشاركة في مؤتمر «center for assisted search & rescue» (crasar)، بولاية تكساس الأميركية، كي يتسنى لها المساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وانتشال المنكوبين في اليابان.
حيث تم تطوير قوات إنقاذ ودروع غير بشرية للبحث عن ضحايا أو ناجين تحت الأنقاض، ولهذا طور فريق علماء بقيادة «ساتوشي تاداكورو» أحد أبرز المختصين في مجال تطوير الروبوتات، روبوتا من نوع خاص يسمى «active scope camera»، وهو جهاز ثعباني الشكل يبلغ طوله ثمانية أمتار مثبت بمقدمة رأسه كاميرا، وجسمه مغطى بأهداب تبدو وكأنها أسنان فرشاة.
يتحرك هذا الروبوت إلى الأمام بقوة ذبذبات جسمه، بهذه الطريقة يتلوى هذا الجسم ليتمكن بانسيابية التحرك حتى داخل التجاويف الضيقة، حيث تصل سرعته إلى 7 سنتيمترات في الثانية.
ربورت أميركي
كما قام فريق آخر من علماء تكساس بتطوير روبوت يسمى «quince»». فهو عبارة عن جسم مستطيل الشكل يبلغ طوله 1.10 متر وعرضه 50 سنتيمترا ومثبت به كاميرا، بالإضافة إلى جهاز استشعار يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ومزود أيضا بجهاز استشعار يتتبع ثاني أكسيد الكربون، وهذا يسهل مهمته في عملية التنقيب عن الأشخاص المفقودين.
هذا الروبوت يتحرك بفضل زوجين من السيور المطاطية، فضلا عن أربعة سيور أخرى من شأنها تسهيل الحركة ورفع كفاءته لمواجهة أي عقبات أمامه.
حمى الملح
هذا وضربت حمى شراء الملح بكين، حيث نفدت أكياس الملح من المتاجر فيها وباقي المدن في الصين أمس عقب انتشار شائعات بأن شحنات الملح التي تستخرج من مياه البحر ستكون ملوثة بالإشعاع القادم من اليابان.
وقد بيعت كل كميات الملح في عدة متاجر في إقليم جواندونج الجنوبي أول من أمس حيث حاول مسؤولون محليون «تهدئة مخاوف وحمى الشراء» وفق ما ذكرت صحيفة تشينا ديلي.
وقالت الصحيفة دون ذكر تفاصيل إن سعر الملح في جواندونج ارتفع إلى «مستويات منافية للعقل».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إقليمي قوله إن إقليم جواندونج لديه مخزون من الملح يكفي لثلاثة أشهر مقبلة وحذر من أن الجمهور «يتعرض لتضليل من جراء الشائعات المبالغ فيها المحيطة بالإشعاع النووي».
كما انتقد الخبراء أيضا حمى الشراء التي تفشت بين المواطنين في جواندونج وبكين وشنغهاي لأقراص اليود والتي يمكن أن تساعد في امتصاص الإشعاع إذا استخدمت بشكل سليم.
ليدي غاغا
في سياق متصل اعلنت المغنية الاميركية ليدي غاغا انها جمعت 250 ألف دولار لضحايا التسونامي والزلزال في اليابان من خلال بيع سوار مطاطي في حين دعت فرقا فنية اميركية أخرى الى التضامن مع اليابانيين ايضا.
وكتبت مغنية البوب تقول عبر خدمة تويتر «ايها الوحوش (الاسم الذي تطلقه على محبيها): في غضون 48 ساعة جمعنا ربع مليون دولار لاعمال الاغاثة في اليابان.. المساعدة مهمة».
وقد اطلقت ليدي غاغا الاثنين الماضي حملة لبيع سوار ابيض كتب عليه بالأحمر بالإنجليزية واليابانية «نصلي من اجل اليابان».
وقد بدأت المبيعات من خلال رسالة على تويتر بعد ثلاثة ايام على زلزال اليابان.
ويباع السوار بخمسة دولارات ويمكن طلبه من موقع المغنية الالكتروني.
ويذهب ريع المبيعات مباشرة الى اعمال الاغاثة في اليابان على ما يوضح الموقع من دون ان يحدد اي جمعية ستستفيد من هذه الاموال.
وعلى صفحة المغنية في شبكة «فيس بوك» يدعو رابط الى مساعدة منظمة «سايف ذا تشالدرن» من اجل اليابان. وتضم صفحة المغنية على «فيس بوك» 30 مليون من محبيها فيما يتابع اخبارها عبر تويتر اكثر من ثمانية ملايين شخص وهو العدد الأكبر في خدمة المدونات الصغرى هذه.
قميص من أجل اليابان
وقد اصدرت فرقة الروك في كاليفورنيا «لينكين بارك» قميصا قطنيا يحمل عبارة «لستم وحدكم» (نوت ايلون) عنوان احدى اغانيها. وأحد مغني الفرقة اصله ياباني. وسيذهب ريع مبيعات القميص الى «ميوزيك فور ريليف» وهي منظمة تضم فنانين يجمعون الاموال لدعم ضحايا كوارث طبيعية.
وحثت فرقة الهيب هوب «بلاك آيد بيز» ايضا على التبرع من اجل ضحايا الكارثة في اليابان من خلال اضافة رسالة في نهاية الفيديو كليب الاخير لها تطلب فيها من عشاقها التبرع للصليب الاحمر.
وكانت الفرقة صورت الفيديو كليب لأغنيتها الأخيرة «جاست كانت غيت اناف» في اليابان قبل اسبوع على الزلزال.
وقالت مغنية الفرقة النجمة فيرغي «قلبنا جميعا مع الشعب الياباني الذي تضرر كثيرا من جراء هذه الكارثة الطبيعية».
وجمعت ثلاث جمعيات خيرية اميركية اكثر من 51 مليون دولار لضحايا الكارثة على ما قالت هذه الجمعيات لوكالة «فرانس برس».
وقد جمع الصليب الاحمر الاميركي 47 مليون دولار و«وورد فيجن يو اس ايه» 2.42 مليون دولار و«جيش الخلاص الاميركي» 2.1 مليون دولار.
هذا وحثت عدة حكومات في العالم مواطنيها أمس على مغادرة اليابان.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ان وزارة الخارجية البريطانية أعلنت أمس ان على مواطنيها المقيمين في طوكيو وشمال اليابان التفكير مليا في مغادرة المنطقة ونصحت بتفادي السفر إلى تلك المناطق.
واستأجرت الحكومة البريطانية عددا من الطائرات لنقل البريطانيين من طوكيو إلى هونغ كونغ.
ويعتقد أنه كان في اليابان الجمعة الماضي 17 ألف بريطاني ولكن لم ترد تقارير عن ضحايا في صفوفهم.
بدورها حثت أستراليا مواطنيها الذين يعيشون ضمن مسافة 80 كيلومترا من المحطة النووية في فوكوشيما على إخلاء منازلهم وسط تزايد المخاوف من انصهار نووي في المحطة.
وقالت الحكومة الأسترالية ان 22 من مواطنيها فقدوا في المناطق المنكوبة وحثت الأستراليين على التفكير في مغادرة اليابان للتخفيف عن البنية التحتية اليابانية.
قروض للمتضررين
وأعلنت وزارة الصحة الأسترالية انها مستعدة لمنح مواطنيها الذين يريدون مغادرة اليابان قروضا طارئة ولكن ليس بمقدورها تحمل كلفة نقلهم. وغادر حوالي 5000 هندي من أصل 25 ألفا يعيشون في اليابان.
من جهتها حذرت وزارة الخارجية الإماراتية مواطنيها من السفر إلى اليابان وذلك حرصا على سلامتهم.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات «وام» ان وزارة الخارجية نسقت مع سفارة الإمارات لدى اليابان لإجلاء جميع مواطنيها والبالغ عددهم 70 شخصا من طلبة وزوار أعيدوا جميعا سالمين.
وفي إسرائيل أوصت وزارة الخارجية الإسرائيليين الموجودين في اليابان بمغادرتها في أقرب وقت ممكن أو على الأقل الانتقال إلى المناطق في جنوب البلاد التي لم يصلها الإشعاع النووي.
كما نصحت الوزارة الرعايا الإسرائيليين بعدم التوجه إلى اليابان.
الدول تجلي رعاياها
من جهتها حثت وزارة الأمن العام الصينية إدارات الشرطة على مساعدة السفارة والقنصليات الصينية في اليابان في تأكيد هوية المواطنين الصينيين هناك.
وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إلى انه تم إجلاء أكثر من 3 آلاف مواطن صيني من أكثر المناطق تضررا.
وكان رئيس لجنة تنظيم الطاقة النووية في الولايات المتحدة غريغوري جاكزكو حذر من الارتفاع الشديد في مستويات الأشعة حول محطة فوكوشيما النووية اليابانية ودعا إلى إجلاء الناس إلى محيط 80 كيلومترا بعيدا من المحطة.