لم تكشف الفحوص المخبرية الأولية عن أي وجود لبكتيريا «إي كولاي» القاتلة في الشركة الألمانية للمنتجات العضوية الطازجة التي كانت قد صدرت اليها الأوامر بإغلاق أبوابها الأحد.
غير ان السلطات قالت انها قد لا تعثر على دليل على وجود بكتيريا «اي كولاي» إذا كانت قد أثرت على مجموعة فقط من البذور وربما لم تعد موجودة بسبب انتهاء البذور التي احتوت عليها.
وتم اختبار 20 عينة من أصل 40، بحسب المسؤولين في ولاية ساكسونيا السفلى الاثنين، ولم يتضح بعد موعد الكشف عن نتائج العينات المتبقية، وكان وزير الزراعة بولاية ساكسونيا السفلى، غيرت لندمان، قد أعلن الأحد ان هناك صلة مباشرة بين شركة في بلدة «بايننبوتل» والإصابات المرضية بالبكتيريا، موضحا انه تم إغلاق أبواب الشركة وسحب منتجاتها من الأسواق.
وبحسب مسؤولين فإنه لم يتضح بعد كيفية وصول البكتيريا الى براعم البذار الخاصة بنوع محدد من البقوليات، حيث انه لم يعثر على اي منها «بكتيريا» في الشركة، غير ان عالم أحياء ألماني قال الاثنين ان البراعم تشكل مصدرا محتملا للبكتيريا.
ونظرا لذلك، فقد طالبت إسبانيا شريكتها في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، بالاعتذار رسميا، بعد ان تمت تبرئة منتجاتها الزراعية من احتوائها على البكتيريا القاتلة، وبعد ان اضطر المزارعون الإسبان لإعدام أطنان من «خيارهم» اثر الاتهامات.
بالإضافة الى ذلك، تراجعت صادرات إسبانيا من الخضراوات العضوية بنسبة 40% اثر تصاعد الاتهامات ضد منتجاتها الزراعية.
يشار الى ان بكتيريا «اي كولاي» القاتلة التي انتشرت في اوروبا، تسببت في وفاة 22 شخصا حتى الآن، وإصابة ما يزيد على 2200 شخص آخرين في 12 دولة أوروبية.
ومن بين القتلى 21 في ألمانيا، وواحد في السويد، غير ان المواطن السويدي كان قد زار ألمانيا قبل وفاته.
الى ذلك يستعد وزراء الزراعة في دول الاتحاد الأوروبي لعقد مباحثات لمناقشة أزمة إي كولاي، بينما تتواصل الجهود العلمية لتحديد مصدر الوباء الذي أدى الى مقتل 22 شخصا حتى الآن.
وكان أكثر من 2200 شخص أصيبوا بالوباء في 12 دولة أوروبية، وقد ربطت الحالات التي اكتشفت خارج ألمانيا بأشخاص زاروها مؤخرا.
وأشار مسؤولون ألمان في بداية الأمر الى ان الخيار المنتج في إسبانيا ربما كان سبب الوباء.
ويقول كريس موريس مراسل «بي.بي.سي» للشؤون الأوروبية ان وزراء الزراعة الأوروبيين سيسعون خلال لقائهم في لوكسمبورغ الى معرفة المرحلة التي وصلت اليها جهود الخبراء لتحديد مصدر الوباء، وسط انتقادات متزايدة للتحقيقات الجارية لمعرفة مصدر إي كولاي.
ويضيف موريس ان الاجتماع سينظر كذلك في امكانية قضية تعويض المزارعين الحساسة، وربما يشهد تبادل كلمات قاسية بين الحضور.
وتطالب إسبانيا بتعويض مقداره 100% من ألمانيا مقابل الخسائر الكبيرة التي عانى منها مزارعو الخضراوات بسبب «الاتهام الكاذب».
وتقدر جمعية مصدري الخضراوات والفواكه الإسبانية حجم تلك الخسائر بنحو 225 مليون يورو (200 مليون جنيه استراليني) في الأسبوع.
ومن المتوقع ان يناقش الوزراء كذلك الحظر الروسي على واردات الخضراوات الطازجة من دول الاتحاد الأوروبي عقب انتشار الوباء. وأعلنت دول اوروبية اخرى ان مزارعيها سيحتاجون الى مساعدة مالية بعد ان انخفضت المبيعات والأسعار.
في سياق متصل يعتزم مسؤولو الصحة في تايلند توزيع منشورات حول بكتيريا إي كولاي على المسافرين القادمين من اوروبا، في محاولة لمنع انتشارها في البلاد.
ولم تسجل في تايلند اي حالة إصابة بالسلالة الضارة المعروفة باسم اي كولاي النزفية «آي.اتش.اي.سي».