يعتبر البعض أن الزواج وإنجاب الأطفال هذه فسحة وسنة الحياة التي لا بد ان يسير عليها كل البشر دون أن يضع أسس وقواعد بناء هذه العلاقة الزوجية التي سينتج عنها أطفال وقد تكون البداية في اختيار كلا الزوجين على أسس سليمة في اختيار شريك الحياة حتى لا يسفر عنها مشاكل كالطلاق وتفكك الأسر وجنوح الأطفال وغيرها من المشاكل الاجتماعية التي باتت تتفاقم مع الزمن ليس في حدود دولتنا في الكويت وحسب بل باتت تطل بظلالها في مختلف انحاء العالم.
وغالبا ما يعلق الآباء فشل أبنائهم أو مشاكلهم على النظام المتبع في الدولة، فيبدأ اللوم والعتب والأصوات العالية على كل عقبة تعتريهم فيجعلون الحكومة شماعة لأخطائهم، ولنا على سبيل المثال لا الحصر الشكوى التي تقدم بها مجموعة من أولياء الأمور مؤخرا لوزارة التربية بسبب برنامج الكفايات الذي طبق على الطلبة في المدارس والذي اتهموا فيه وزارة التربية بتطبيق نظام فاشل تسبب في تدني مستوى درجات أبنائهم.
وبالنسبة الى كثير من المتخصصين في التربية يعلمون علم اليقين بأن أي برنامج يطبق على الطلبة لا يكون البرنامج فاشلا وذلك لأنه غالبا ما يكون مستوردا من بلاد الغرب ونتيجة أبحاث علماء اقاموا العديد من التجارب التربوية والتي اثبتت نتائجها الايجابية في بعض الدول، وفي حال فشلها لدينا فهنا ليس النظام فاشلا بل يكون الفشل في الكويت تحديدا لعدة اسباب أهمها أن الطلبة لا يدرسون ولا يركزون مع الأساتذة في الصف.
وهذه الحقيقة أعرف انها ستغضب الكثير من اولياء الأمور لأنه لا احد يريد أن يعترف بالحقيقة فالحقيقة دائما مزعجة ومؤلمة ولا يتقبلها البعض لأن طبيعة النفس البشرية تميل الى تعليق اخطائها على الآخرين.
فالبعض يشتكي من ان برنامج الكفايات يجعل الاختبارات في نهاية العام وهو بالتالي لا يفسح المجال للتعرف على مستوى الطالب خلال العام، وحول هذه النقطة تحديدا من الضروري أن تتم الاشارة الى أن تقييم الطلبة في الاختبارات هذه أمرها متروك للمؤسسة التعليمية فهي اذا شاءت أن تختبر الطلبة كل اسبوع او تختبرهم في نهاية العام هذه امرها متروك وفق تقدير المؤسسة التعليمية وفي كلا الحالتين على الطالب أن يكون مستعدا للامتحان سواء خلال السنة او في نهاية السنة المهم ان يكون جاهزا للتقييم في أي لحظة دون انذار مسبق، فعلى الأهالي أن يكونوا حريصين على أن يركز أطفالهم في دروسهم والا يشغل بالهم في مثل هذه المرحلة العلمية سوى الدراسة وحدها فقط.
ولكن هذا يجعلنا نتطرق الى الوسائل التي باتت تشغل الطلبة وتحيدهم عن المذاكرة ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي، فمعظم الاطفال لدينا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ولديهم أجهزة خاصة بهم مع غياب رقابة الأسرة فطبيعي ألا يركز الأطفال في الدراسة، فالطفل يريد أن يشاهد ويتسلى ويضحك مع ما يقدم من مواد مضحكة ودسمة من رواد السوشيال ميديا أما الدراسة والقراءة والاطلاع فهذه أمرها مزعج للغاية لكثير من الطلبة، فمن يريد ان يمضي وقته في القراءة هذا منبوذ اجتماعيا لدينا ولا احد حتى يريد ان يكون ابنه قارئا او مثقفا ويطلع ويقوم باعداد أبحاثه بنفسه، البعض يعتقد أن التفوق والدرجات العالية تأتي «بالواسطة» وهذه الخزعبلات لا تزال تسيطر على عقلية الكثير من البشر فطلب العلم والتفوق لا يأتي بالراحة والركود بل بالاجتهاد والمثابرة.
لذا من الضروري أن تركز العائلات ليس في البرنامج التربوي المطبق على أبنائهم بل أن يكون أبناؤهم على استعداد لأي برنامج يطبق عليهم وأن يتم التركيز على التنشئة الدينية فهذه هي مفتاح التفوق.