حوادث غريبة بدأنا نسمع عنها، حوادث لم نألفها في مجتمعاتنا الإسلامية والخليجية بالذات، الأخ يقتل أخاه، والأبناء يعتدون على والديهم، ويصل الأمر بهم الى القتل بحكم أن قتل الأقارب أولى حسب تفكيرهم المنحرف، فقدنا الأمان حتى داخل بيوتنا، ماذا حدث؟ لماذا تغيرت مفاهيم الأسرة والحب العائلي؟ وأين يقع الخلل؟
بداية يجب أن نعترف بأننا نعيش في زمن تغيرت فيه الكثير من الثوابت، والمسؤولية لا تقع على جهة واحدة، بل يوجّه اللوم للجميع للأسرة وللدولة وللإعلام وللانفتاح غير المحدود عبر وسائل التكنولوجيا المتعددة.
إن التغيرات في المبادئ الدينية والمفاهيم الاجتماعية لم تأت صدفة بل تسللت وبهدوء إلى حياتنا عبر فترات من الزمن، والخطر أصبح متربصا في كل زوايا الحياة، فالبيئة الفقيرة كالبيئة المتوسطة والغنية، فلا الدلال ولا قلة اليد تمنع ظهور أمثال هؤلاء المجرمين لأن الأساس المطلوب لصلاح البشرية التربية وحسن التوجيه والأخذ بيد الأبناء ليتعلموا دينهم ومبادئ مجتمعاتهم عن طريق الأسرة ثم المدرسة ومصادقة الأبناء وإعطائهم حرية الحديث والتعبير عما يحول في خواطرهم ومناقشتهم بهدوء وبالحجة الدامغة وتذكيرهم بأن عقوق الوالدين جريمة وأن رضا الله من رضا الوالدين، وإن الإسلام هو دين المغفرة والسماحة مع استمرار إشعارهم بتقبلنا لهم وحبنا الخالص لهم مهما اختلفت الآراء فهم سيظلون أبناءنا.
إن ناقوس الخطر يدق بقوة لينبهنا إلى الأدوار التي تناستها حكوماتنا أمام الضغط السياسي والاقتصادي وانه حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة لغربلة مسؤولي الدولة الذين تقاعسوا في أداء دورهم في حماية المجتمعات من تغلغل الأفكار المتطرفة، والانتباه للدور الديني والتوعوي عبر المساجد ومؤسسات الدولة وبالذات الإعلام، كما أن البطالة والفراغ بيئة خصبة للأفكار المتطرفة، لذلك يجب استغلال الطاقات الشبابية عن طريق فتح قنوات نافعة لهم وتسهيل القوانين المقيدة للمشاريع والأنشطة الشبابية ودعمها.
الأخبار المفاجئة والصادمة لها طعم مرّ فالله خير حافظ لأبنائنا ولمجتمعاتنا الإسلامية.
[email protected]