لم يدر بخلدي أبدا أن أكتب في هذا الموضوع حتى تناهى لسمعي حديث لثلاث شابات جلسن بالطاولة القريبة مني، وانصب حديثهن حول الطريق للوصول لموظف يعمل مع إحداهن والتي نجحت في جمع كل المعلومات عنه، وأخذن بوضع الخطط والاقتراحات وغلبهن الحماس فعلت أصواتهن حتى فاجأتهن نظراتي الحادة والمستنكرة فأخذن بالهمس وانقطع الإرسال بعدها، ما جعلني أستحضر كل ما شاهدت أو سمعت من حكايات خطف الأزواج.
أعلم علم اليقين أن التطور والتغيير أصاب كل شيء حولنا ولكن أن يتحول الزواج إلى صيد محترف وبانتقاء نسائي لبعض الرجال فهذا لم أعرفه إلا عبر شاشات التلفزيون والسينما. لذلك سعيت جاهدة للتعرف على الأسباب التي تجعل المرأة تريد الارتباط برجل متزوج وهدم منزل مستقر، فوجدت أنه لا يوجد لدى هؤلاء النسوة أي مانع أخلاقي لجذب الرجل المتزوج حتى وإن وصل الموضوع إلى انهيار أسرته فهي تفكر فقط بأنانيتها ووصوليتها وتعزيز ثقتها بنفسها المريضة بالانتصار وإخضاع الرجل المتزوج لها وبذلك تهدأ غيرتها من تمكن زوجته من الحصول عليه. أما السبب الآخر فإن الرجل المتزوج مستقر ماديا وناضج عاطفيا بالمقارنة مع الرجل الأعزب وبذلك ستقوم بقطف ثمار استقراره المادي بلا جهد أو معاناة فهناك امرأة تحملت رحلة المعاناة بدلا منها.
تنقسم صائدات الأزواج إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول: هي المرأة الثرية أو صاحبة المركز الهام فهي تمتلك كل شيء والجميع يحيطها بالتقدير والاحترام وبإشارة من يدها يتحقق لها ما تشاء لذلك فالزواج بالنسبة لها هو اختيارها لرجل ترغب فيه والمتزوج يرضي غرورها تماما ويحقق لها مشاعر الانتصار كما أسلفنا فتقوم بإغراق الرجل بالهدايا والأموال وقد تساهم في أن يترقى وظيفيا، فهي على استعداد تام لتوفير كل أنواع المغريات له حتى يتزوجها وطبعا هذا النوع من النساء لا تقبل بتاتا بوجود شريكة لها، والرجل الذي يدخل شباكها سيصبح زوج الست ويفقد قوامته الشرعية غصبا عنه.
النوع الثاني: هي امرأة تريد الزواج بقوة وتغار من كل المتزوجات فتبدأ بالتعرف على الرجال المحيطين بها في الأسرة أو محيط العمل وتتقرب إليهم بلباقة ووعي مع متابعة دقيقة لتصرفاتهم وكلامهم حتى تحدد نقاط ضعفهم التي تستغلها بذكاء وخبث فتوهمهم بشخصيتها الوهمية والتي تكون مغايرة لما يعانونه مع زوجاتهم وتعطيهم واقعا كاذبا حتى تنجح بشبك أحدهم بسنارتها وهذا النوع من النساء لا تهتم أبدا بأن تكون الزوجة الثانية أو الثالثة، هذا النوع من الزيجات هو الأوضح في مجتمعاتنا فقد تكون من الأقرباء او الصديقات او زميلة بالعمل وقد تكون من خدم المنزل أو من الجنسيات الأخرى المنتشرة في بلادنا.
النوع الأخير من صائدات الأزواج وأخطرهن هي المرأة اللعوب التي تبحث عن الثراء والحياة الرغيدة، جاذبية الرجل عندها تكون حسب مستواه المادي فكلما ازداد ثراؤه زادت معها رغبتها في اصطياده فتبدأ في نشر شباكها حول فريستها ذي الثراء الواضح وتبدأ بخبرتها الكبيرة بمنحه بما لا تقوم زوجته بمنحه إياه وكلما ازدادت عطاياه زادت بدلالها وغنجها فهي لا يهمها تدمير حياته المستقرة فهي تخطط دائما وتنفذ بسرعة، ولأنها لا تحترم قدسية الحياة الزوجية فعند أول مطب كمرض الزوج أو خسارته تهمله وقد تتركه بدون أدنى اهتمام وتبدأ بالبحث عن فريسة أخرى حتى وإن ارتفع حسابها البنكي أو أصبحت هي من أصحاب الأملاك.
لا ننكر أن الشرع حلل للرجل الزواج بأربع نساء ولكن هل المشاكل الزوجية والتي قد تكون بسبب البرود العاطفي او انشغال الزوجة عن زوجها بأمور عائلية مختلفة سبب يدفعك أيها الرجل لتكون صيدا سهلا تتلاعب به هذه النوعية من النساء ما قد يرهقك عاطفيا ونفسيا ويدمر أسرتك؟
للزوجة الوفية نقول: لا تصدقي أبدا ان الشيب الذي يغزو وجه زوجك أو تزايد مساحات الصلع في رأسه وبروز كرشه سيجعلك في حارة الأمان بل ان جاذبيته تتزايد بكونك لاتزالين في حياته فلا تتنازلي عنه بسهولة للأخريات وأتمنى ان تحرصي على استقرار عائلتك لكونك العنصر الأقوى الذي يحفظ للعائلة أمانها واستقرارها.
[email protected]