إن أكثر المشاعر حزنا على الإطلاق هو ان تنظر الى الماضي الجميل بحسرة على ما قد فات، والنظر بعين الشفقة والحزن على الحاضر العليل وتحسبا لكل ما هو آت!
كثيرة هي مشاكلنا هنا وهناك، في بيوتنا.. في مؤسساتنا الحكومية.. في شوارعنا.. في حلنا وترحالنا.. في تصرفاتنا وانفعالاتنا.. علاجها بسيط لنغير ما في أنفسنا، بعد ان اندثرت القيم وذهبت الأخلاق وامتلأت «الكروش» وانتفخت «الروس» وزاد الطمع وكثر الجشع والحسد، الا من رحم ربي!
اليوم وبعد السيطرة الكاملة للأجهزة الذكية على المجاميع البشرية «زاد الطين بلة» حتى أصبح همها وشغلها الشاغل هوس الشهرة وحب الذات، والكشف عن المستور دون مراعاة للأخلاق والقيم «اذا بليتم فاستتروا»!
حقا انه بلاء عظيم ان تستحوذ تلك الأجهزة على جل وقتنا، فالرؤوس منكسة تتابع والعيون شاردة تفكر دون وعي يذكر!
فهناك من يجاهر بالمعصية والخطأ، وهناك من يشتم الناس وآخر يطعن في الذمم وذاك ينهش في الأعراض، سبحانك ربي اللهم لا شماتة ولا اعتراض!
حيث بات الكثيرون يلهثون وراء هوس الشهرة عبر كل السبل والطرق حتى وان كانت غير مشروعة أو مقبولة في مجتمعاتنا، وقد لا يدرك هؤلاء ان هوس الشهرة واحد من أبرز المشاكل النفسية التي قد يتعرض لها العديد من الأشخاص نتيجة رغبتهم في الامتثال بالنجوم والمشاهير، علما أن تقليد المشاهير من الأمراض الاجتماعية الخطيرة المؤثرة على استقرار المجتمعات وضياع مستقبل الأجيال، كون هذا المرض ينطلق من مبدأ حب الذات وتقديم كل ما يخطر على نفسه واعتبار ذلك الأمر جيدا بالنسبة له دون التفكير في الآخرين، وآخر هذه المهازل التي لن تنتهي رقصة «كيكي»!
مختصر مفيد: كثير منا لا يفهم معنى الديموقراطية..
ولا يدرك ردود الأفعال السياسية..
ولا يجيد قراءة الإعلام بحرفية..
ولا يفقه شيئا عن حدود المنطق والحرية..
ولا يعرف للأسف أبسط الحقوق الإنسانية..
رغم أن البلد فيه الكثير من النبلاء والعقلاء
ولكن به الكثير من السفهاء الجهلاء..
والله خير حافظ..
1mohsen @live.com
M_TH_ALOTAIBI@