هذا المقال ليس إعلانا مدفوع الأجر، تستطيع أن تقول انه شكوى للجهات المسؤولة والمختصين بهذه الأعمال، منذ أن كنت صغيرا ونحن نفرح عند قدوم عربة الآيس كريم وصاحبها الذي يسير على عجلة صغيرة ويصرخ (بريييد) بأعلى صوته، يا لفرحتنا، نتراكض حول عربته الصغيرة كل منا يحمل بعض القطع الفضية الصغيرة بين يديه ليشتري ما طاب له وصاحبنا على رأسنا يراقب ويبتسم، ليكمل بعدها المسير بين شوارع منطقتنا الضيقة وهو ينادي بين البيوت، حتى مغيب الشمس تأتي سيارة كبيرة لتحمل صاحبنا وعربته على متنها ويختفي، ولا ندري إلى أين ومتى يظهر بعدها.
كنا صغارا، لم نكن نعي معاناة هذا الوافد العربي في شوارعنا الحارة، ولكن بدأ الوعي يتسلل إلى أدمغتنا سنة بعد سنة، أما آن أوان هذا التعذيب ان ينتهي، أيها السادة أصحاب شركات الآيس كريم أثابكم الله، درجة الحرارة في صيفنا في عز الظهر تتراوح بين الخمسين والستين بلا مبالغة، وصاحبنا هذا بمظلة صغيرة على قارعة الطريق وقد (احتقن) الوجه واحترقت الملامح من شدة الحر، أيها السادة المسؤولون في تلك الشركات هل جرب أحدكم أن يقف في ذلك الحر مدة نصف ساعة، نصف ساعة فقط، كيف بصاحبنا هذا وهو يعاني من شدة الحر كل يوم وطوال أيام الأسبوع، هل هذا من العدل هل هذا من الإحسان؟ ألم يسمع السادة المسؤولون بسيارات الآيس كريم الصغيرة ice cream truck تلك التي نشاهدها في أوروبا عند سفرنا الى هناك، وهذه لا تكلف شيئا، واعتقد انها ستكون حلا (آدميا) أفضل بكثير من التعذيب تحت هذا السعير.
نداء أيضا موجه إلى المسؤولين في البلدية ووزارة التجارة، هل يرضيكم هذا الأمر؟ هل يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين ألا يكون هناك وسيلة لبيع الآيس كريم سواء بالبقاء في هذا الحر طوال اليوم؟ كل يوم؟ لفتة إنسانية منكم بارك الله فيكم والعشم فيكم كبير، ربي يعلم أني لا املك لهم سوى قلمي وهذه المساحة المقررة لي للكتابة عسى أن يقرأها احدهم فيستفيد ويفيد هؤلاء المساكين بها أيضا، أسف على الإطالة ولكم جزيل الشكر والسلام.