عبدالهادي الصالح
الأمة كلها تعيش ذكرى استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام )، مهما تنوعت مشاربهم الدينية والفكرية، وكل يحتفل بعاشوراء بأسلوبه طبقا لقناعته أو على الأقل ان مسامعه ومشاهداته للمجتمع الذي هو فيه قد وقعت على اسم الحسين ( عليه السلام ) ومبادئ الحسين ( عليه السلام ) فوسائل الإعلام تنقل أجواء محرم الحرام المصبوغة بدم الحسين ( عليه السلام ) حتى الأحرار الأبطال في ميادين الانتصار للحق على الباطل اتخذوا الحسين ( عليه السلام ) أنشودة يترنمون بها في نشوة الجهاد الحق، حتى النساء استلهمن من الحسين ( عليه السلام ) واخته بطلة كربلاء السيدة زينب عليها السلام كل معالم المشاركة الفعالة والصحيحة لدور المرأة في تحمل مسؤولياتها تجاه أسرتها وتجاه أمتها. وكيف طوّعن العاطفة الجياشة لهن وقودا لدفع ابنائهن للفداء في سبيل الله تلبية لنداء الحسين ( عليه السلام ): «هيهات منا الذلة»، هكذا كانت ثورة الحسين ( عليه السلام ) ومازالت حية لم تفقد جذوتها منذ ان توقدت في وجه الظالمين سنة 61هـ.
فهل يمكن ان نقول ان كربلاء الحسين قضية تاريخية، وحادث مأساوي انتهى وقبر في بطن الزمان! هل يمكن ان نقول ان الامام الحسين ( عليه السلام ) قتل اثر هزيمة عسكرية غير متكافئة في العدد والعدة؟! ان صدى «الحسين» الذي يلف العالم اليوم، لهو الرد الحاسم على كل هذه الترهات!
وها هي كلماته تدوي في أرجاء المعمورة: «اني لم أخرج أشرا ولا بطرا، انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»، انها نداء واستنهاض لكل المنهزمين من الداخل البائسين في محيطهم الفاشل بأن النصر آت مهما تلاحقت الهزائم الآتية، قد يموت أصحاب المبادئ في أجسادهم ولكن مشاريعهم الاصلاحية ستنمو وتتجذر شجرة وارفة ممتدة الأغصان، اذا ما اخلصوا النية لله وحده لا شريك له، فلا يطلب شيء من متاع الدنيا الا لوجه الله، وهكذا فعل الحسين ( عليه السلام )! انتصر لله فانتصر!