عبدالهادي الصالح
إذا كان الأسرى اللبنانيون المحررون سمير القنطار ورفقاؤه قد حطموا قيود اسرائيل عبر المقاومة الوطنية الإسلامية بقيادة حزب الله فقد نجح السيد حسن نصرالله في كسر كل المحاولات السياسية التي حاولت ان تحجم دوره الوطني والإسلامي الفاعل والصادق الى ادوار كريهة من الطائفية الدينية او العمالة الأجنبية لضرب الوحدة الوطنية أو الوقوف حجرة عثرة امام الوفاق الوطني.
كثيرون هم الذين تناصروا للقضية المحورية للأمة الاسلامية والعربية وقطعوا الوعود عبر ارتمائهم في الأحضان الأجنبية لعلهم ينجزون شيئا يحفظ ماء وجوههم، ولكن باءوا، إما بالفشل الذريع أو بالحصول على فتات مشروط بشروط مذلة.
أمام ذلك فمن حق الشارع الشعبي في كل مكان أن يفرح ويبتهج بهذا النصر من نصرالله فقد طال زمن الهزائم والانبطاح لإسرائيل ومن وراءها.
وجاء الوقت ليتنفس الصعداء.
من العار ان يخذل نصرالله عبر مقارنة انتصار إرادة حزب الله على اسرائيل بجرائمها في تدمير المنشآت اللبنانية وقتل المئات في حرب يوليو 2006، رغم مشاعر المرارة وهول المأساة لكن الأمة وتاريخها قد يحتويان هذه الخسائر الفادحة ولكن مرارة الهزيمة أو حلاوة النصر نقش على الحجر لا يمحى مع الأيام، بل يتكرس في عبق الزمان وتراوح الاجيال ليكون درسا في النقمة او دروسا وشكرا في النعمة وتخليدا لأبطالها واعادة الثقة في قيم الأمة.
لننظر الى الحروب العربية - الاسرائيلية من 48 حتى 67 ما اكثر الخسائر في الأرواح والممتلكات ولكن الروح الانهزامية هي التي بقيت تتوارثها القيادات السياسية ولننظر الى انتصارات كانتصار مصر في حرب اكتوبر 73 او انتصار عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من الاحتلال الصدامي 1991 رغم كل قوافل الشهداء وخسائر الممتلكات لكن النتائج المعنوية تبقى الذخر التراثي لتاريخ الأمة فيكون مشعلا وهاديا الى اعادة الثقة في الأمة وما تملكه من قدرات هائلة باستطاعتها صنع النصر تلو النصر.
فهنيئا لحزب الله لهذا الانتصار، وهنيئا للجمهورية اللبنانية هذا البلد الصغير الجميل الذي انطلقت منه زغاريد نصر الأمة على عدوها اللدود «اسرائيل» كما تنطلق منها دوما زغاريد العصافير من باستينها في الجنوب الصامد والجبل الأشم.