عبدالهادي الصالح
مازالت القضية الفلسطينية تشكل المحور المهم امام الجمعية العامة الحالية، كما هو في السابق في اجتماعات الامم المتحدة، بل لعل السبب الرئيسي لتنامي الارهاب والعنف الدولي هو عدم معالجة هذه القضية معالجة جذرية ومنصفة تعيد الحقوق المسلوبة لاهلها الفلسطينيين، وبالتالي فإنه يتوقع ان تزداد مشاكل العالم جراء هذه القضية، حيث ان جميع الحلول السياسية المطروحة كلها تصب في رعاية اسرائيل كوجود مسلّم به في قلب هذه الامة، ومن المعروف ان الانظمة السياسية العربية التي تتعامل مع هذه الحلول تارة باستحياء وتارة بجرأة قد عملت في الوقت ذاته على ايجاد حاجز بين الطموحات الرسمية السياسية وبين الموقف الميداني للشارع الشعبي الذي لا يريد ان يعترف بشيء اسمه اسرائيل بديلا لفلسطين.
والادهى والامر ان القدس الشريف تشهد الآن حفريات في محيط المسجد الاقصى اولى القبلتين للمسلمين، والمركز المقدس لاهل الكتاب عامة يشهد حفريات تهدد اركانه الانشائية، والنظام العربي السياسي يتعامل ببرود اقصاه ردود تستهدف رفع العتب، بينما ذلك يمثل تحديا عقائديا ودينيا في منتهى الخطورة للشعب العربي وللامة الاسلامية، وامام هذا المشهد يستمر مشهد آخر في منتهى المأساة الانسانية عندما يتم محاصرة شعب غزة كاملا وتغلق عليه معابر التزود بمتطلبات العيش الآدمي، ثم تتكاتف انظمتنا العربية ومنها الفلسطينية لدعم مثل هذه السياسة استكمالا للدور المرسوم لها للضغط على طرف تفوق على طرف آخر في الانتخابات الديموقراطية، فاذا كانت حتى الحلول الديموقراطية والتي طالما بشر بها الغرب غير مقنعة لهم عندما تكون النتائج في غير صالحهم، فماذا يبقى لهؤلاء المحاصرين؟ أليس بالله عليكم مثل هذه السياسة هي الداعم الاول والرئيسي للارهاب العالمي؟
ان «يوم القدس» في آخر جمعة من شهر رمضان جدير ان تتذكّر فيه الانظمة السياسية المؤيدة لوجود اسرائيل او المستسلمة ان متاعب القضية ستطول، خصوصا ان الواقع شهد على ان سلاح المقاومة هو الرادع والفعال لاسترداد الحقوق كما فعل ذلك حزب الله في لبنان.