إنه أبو علي، العم الحاج حسين محمد علي الوزان، نعم الجار في ذلك الزمن الجميل، التواد والتعاون وكأن الأمهات أخوات كل منها تشيل اختها في الولادة والنفاس وحتى الرضاعة إذا جف الثدي أو كانت مشغولة ببقشة غسيل البحر، أو روحة الى الدكتور (الطبيب)، وهكذا الآباء رجال الجيران قلب واحد على بعضهم في المؤازرة في الشدة، ومشاركة في الرخاء.. مازلنا نحن أبناؤهم نحتفظ بذكريات اللعب والشقاوة بجانب الدراسة والتنافس فيها.
عشنا في كنف هذه الجيرة الحلوة في منطقة واو (الدسمة): بومحمد الشحيتاوي، بوخليل السلمان، بو علي مقصيد، وكان آخرهم بو علي الوزان، الذي انتقل الى رحمة الله الأسبوع الماضي، رحمهم الله جميعا.
ولكل بيت منهم معزة وعلاقة طيبة، توارثناها عنهم نحن الأبناء عندما نتلاقى مع بعد مسافات منازلنا التي تناثرت في مناطق الكويت المختلفة.
بيت العم بو علي الوزان له خصوصية انه لصيق ببيتنا - ومازلنا كذلك - أو كما كان يقال الطوفة على الطوفة، تلخص حياته ابنته اختي أم أيوب (الاستاذة سارة) بقولها:
«كلمات لا استطيع من خلالها ان أوفي حق انسان عزيز علي قلبي وهو أبي - رحمه الله وأدخله فسيح جناته ـ منذ الصغر وأنا أرى والدي مثالا وقدوة تربوية ناجحة تعلمنا منه الكفاح والتواضع وتعلم المسؤولية والإخلاص والحكمة وحب القراءة والثقافة والسفر في حياته وحقق لنا حاجاتنا وشارك المرحومة في التربية وأخذ أدوارا في تحمل المسؤولية وما كانت الدنيا همه، كافح بإخلاص وهو يتيم وعمره 9 سنوات، ضحى منذ صغره لمساعدة الآخرين وخاصة إخوانه الأيتام ووالدته، كان مثالا في البر للوالدين، تعلمنا الكثير من القيم والأخلاق من خلال تربيته لنا، كان مثالا وقدوة إيجابية في كل شيء وحافظ على تاريخ العائلة بجمع معلومات عنها ورسم شجرة العائلة بخط يده رحمه الله رحمة واسعة ووالدتي ووالديكم والمؤمنين والمؤمنات، شكرا أخوي بومحمد ونعم الجار أطال الله في عمرك ويحفظ لك حبايبك يا رب.. أم أيوب».
ويحفظكم ربي جميعا، والقراء كذلك، ويرحم أمواتنا جميعا.
[email protected]