السيد محمد باقر المهري كان عشقه أستاذه الكبير سميه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر، لذا كان حاضرا دائما على لسانه في دروسه الفقهية وفي مواقع الاحداث ليروي له قولا او موقفا.
ولعل ذلك أدمع عينيه بالبكاء، وجدد اللوعة في قلبه وقلوب مستمعيه لجريمة صدام الكبرى في اغتيال هذا العلامة الاسلامي الفذ.
مع كامل التقدير والاحترام لعلمائنا الاعلام والعدول، فإن لكل منهم مناقبه المميزة، ومنقبة السيد بوجعفر انه لا يحب الهدوء والسكون فهو لا يكترث بديوانه ليأتي الناس لزيارته، رغم انه عامر بضيوف الكويت من العلماء والخطباء والمفكرين وسائر المحبين، بل يجول أينما وجد الناس في الدواوين والمنتديات والاحتفالات ومجالس العزاء والمستشفيات.
يتواصل مع السياسيين والمثقفين والإعلاميين ورجال الأعمال والمسيحيين والطلبة والفقراء والبدون.
في كل شاردة وواردة له تعليق ورأي وموقف مدبلج بالرأي الشرعي، ينقله بجرأة الى الصحافة.
وطالما اغضب الكثيرين ورضي عنه البعض، حتى اشفق عليه محبوه من فرط هجوم المقالات والتغريدات عليه وصلت الى رفع الدعاوى القضائية، فرجوه بالتقليل من تصريحاته.
وأسديت له نصيحة، بأن يضم إلى مكتبه الإعلامي هيئة استشارية تراجع وتنقح مواده الإعلامية.
لكن لم يمنعه ذلك، من تأسيس والمشاركة في اللجان الخيرية لمساعدة الفقراء، ومشاريع الإحسان، وتنمية العلاقات الإسلامية المسيحية.
يتلقى المشورات، وله علاقات وطيدة مع مراجع التقليد والاجتهاد، ولذلك فالسيد المهري يعتبر من الممهدين لتزكياتهم حول المشاريع الدينية والمواقف التي تتطلب رأيا شرعيا ممحصا، ومن ذلك مشروع الوقف الجعفري في الكويت الذي كان للسيد بصماته وجهده الاستفتائي له.
اصلي الجماعة بين فترة وأخرى عنده في المسجد، فيقابلني مبتسما: «شفت مقالك.. خوش مقال»، ولكن احرص ان أخرتني الظروف شيئا من الوقت التجأت إلى مسجد الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام بمنطقة العمرية، حيث يمكث السيد وقتا في مكتب المسجد يتحدث مع من حواليه عن الأحداث المستجدة، وربما أجاب عن بعض المسائل الفقهية، وربما انتظر بعض الملتحقين للصلاة وكل ذلك في إطار وقت الفضيلة. حتى يأتي من ينادي: .. الصلاة يا سيد.. وكانت هذه الكلمات الأكثر دويا في بيته من محبيه بعيد وفاته: الصلاة.. سيد، سيد.. الصلاة.
الصلاة التي كان يحبها السيد، ويلقاها اليوم بشرى في وجهه ان شاء الله.
رحل السيد بوجعفر فجأة وترك فراغا كبيرا، قدس سره.
[email protected]