مرة أخرى، يطل الإرهاب بوجهه القبيح في مسجد الإمام الرضا عليه السلام بالأحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. ويتزامن ذلك مع تفجير سوق في نيجيريا يوم أمس الأول.
نثمن الجهود الإقليمية والدولية التي تستهدف بجدية وبمصداقية معاقل التكفيرين، لكن لا يمكن الاكتفاء بالتنديد والشجب لهذه الأعمال الإجرامية المكررة، بل لا بد من إخراس الأبواق من كل الأطراف المتطرفة التي ما فتئت تضرم نيران الفتن المذهبية، وتتبادل ازدراء المقدسات والحرمات، فهذه هي التي تغذي اتهامات الكفريات والردة، وتعمل على استشرائها بين الشباب المتدين المتحمس للحوريات!
يقول المرجع الديني آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي:
٭ يجب أن نأخذ بجدية أكبر مسألة التصدي الثقافي والفكري للتيارات التكفيرية٬ ومن هذا الباب نقدم اقتراحا مهما في هذا المجال ألا وهو تأسيس قناة فضائية تبث بعدة لغات حية وتكون رسالتها مواجهة ظاهرة التكفير الخطيرة فكريا وعقلانيا بغية تطهير أذهان الشباب المسلم من فيروس التكفير.
كما يجب تعرية الجوهر الحقيقي للشعارات البراقة لهذه الجماعات مثل «الهجرة والجهاد والشهادة» حتى يطلع الجميع على مكنوناتها٬ للحؤول دون استغلالها لهذه المفاهيم المقدسة.
وإننا هنا نعلن عن استعدادنا التام لتحمل مسؤوليتنا والمشاركة في تأسيس هذه القناة.
٭ إننا في هذه الظروف العصيبة نعتبر أي تأجيج للخلافات المذهبية بين المسلمين بمنزلة خطيئة كبرى٬ إذ يجب على المسلمين أن يحترموا مقدسات بعضهم البعض٬ وإذا كان بعض العملاء لأعداء الإسلام يعتبر أن مسؤوليته توجيه الإساءات وازدراء مقدسات المسلمين٬ فيجب نبذه وعزله والبراءة منه٬ فهؤلاء إما أقلية ضئيلة وجاهلة٬ وإما عملاء يتصرفون بنحو يخدم الأعداء..
وفي هذا الصدد، إذ نستذكر محليا الجهود المشكورة لرجال الأمن لوزارة الداخلية الأشاوس، وتعاون الشباب والشابات الذين ابلوا في حماية المساجد والحسينيات، لندعو الجميع للاستمرار في اليقظة، وعدم التراخي في استمرار إجراءات الحيطة والحذر، أو الإفراط في الاستسلام لنعمة الأمان التي قد يستغلها هؤلاء الشياطين.
[email protected]