كان أميرنا الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، يخطط لنقلة نوعية جديدة للكويت، فكان يبشر بها الأهالي ضمن جولاته الميدانية لمحافظات البلاد، لكن - للأسف - الغزو الصدامي المجرم في عام 1990 نسف هذا الطموح الرائد في المنطقة.
وقد عاد هذا الطموح مرة أخرى على يد سلفه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله تعالى، ضمن رؤية «الكويت مركز مالي وتجاري»، وبدأ العمل من الأجهزة المعنية، لكن بشكل متباطئ، وتكتنفه اتهامات بالفساد، ليتدخل جهاز الديوان الأميري، ويباشر بناء كثير من الصروح الوطنية، يصل مداها اليوم إلى إعلان وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد قبل بضعة أيام عن البدء في مشروعي تطوير الجزر الكويتية ومدينة الحرير الدولية، تدشينا لرؤية «كويت جديدة 2035».
وهو مشروع وإن تأخر، لكن أفضل من ألا يبدأ، في الوقت الذي لا ينفك الكويتيون دائما عن مقارنة البلدان المتطورة الأخرى بحسرة مع بلدهم الكويت، رغم إمكانياتنا الوطنية الهائلة.
ومع الابتهاج بهذا المشروع القومي الجديد، إلا أنه يحتاج إلى الأمن الإقليمي، والى المزيد من التشريعات، وأدوات الرقابة والمحاسبة المستقلة، وإلى تخطي الإجراءات المستندية والبيروقراطية لضمان التنفيذ السلس، وهذا ما أشار إليه الشيخ ناصر صباح الأحمد، وحذر من وجود معضلات قد تعترض تنفيذ هذا المشروع الطموح.
[email protected]