العمل العسكري اقترب من إنهاء «داعش» في العراق تماما، ومع المخلفات المؤلمة لجرائمه التي تحتاج الى رعاية اممية، لكن مواجهة اسباب وجود بيئة ساعدت لاحتضان ودعم أفكار «داعش»، ومعالجة مظاهر تدميره للنسيج الاجتماعي، بحيث يتصور كل مكون انه مستهدف من المكون الآخر، يبقى عنوان المرحلة التالية، بل من الاولويات ذات الأهمية القومية القصوى. وهي تصدعات تخطت معاقل الدواعش الى المجتمعات الاخرى القريبة والبعيدة، خاصة تلك ذات المكونات المتعددة أصلا.
إن الفكر التكفيري المستوطن في بعض مجتمعاتنا وما ينجم عنه من مشاعر الازدراء والكراهية، التي تتحول فيما بعد الى أفعال إقصائية بكل صوره ودرجاته، هي سبب رئيسي لتبني دولة داعش المزعومة.
كما ان مشاعر الحرمان والقهر نتيجة التمييز، واستشراء الفساد الذي أوجد طبقة استأثرت بالأموال والقصور والمناصب والملذات، مقابل طبقة عريضة تعاني الفقر والبطالة والمرض والجهل، قد خلقت بيئة تحتضن أمثال الدواعش الذين أوعدوهم فورا بالمال والمناصب والسكن والزواج المتعدد، وفوق ذلك أوهموهم بالراحة الأبدية مع حوريات جنات الخلد عندما يفتدون هذه الدولة المزعومة بتفجير أنفسهم بالكفار وإن كانوا مسلمين!
لقد آن الأوان للعمل الجاد لمواجهة تلك الأسباب والآثار، وإلا فمازلنا جميعا في خطر خلق عصابات اخرى مشابهة، قرب الزمن ام بعد.
[email protected]