للبشر أثمان مختلفة، ومنهم الغالي جدا الذي من أجله يهرع أرباب مجلس الأمن لتحريك تحالف دولي فورا لحمايته، ومنهم الرخيص جدا الذي يفترسه المرض وتنتهك إنسانيته تهجيرا وقتلا، ولا احد يبالي به ولا يحرك له ساكنا!
وطبعا تمثل المصالح السياسية والاقتصادية بورصة سعر دماء البشر.
وهناك نماذج مؤلمة لا تغيب عن البال، ولعل منها النموذج الأرخص والأكثر إيلاما ومأساة هم شعب الروهينغا في بورما الذين يلاقون تطهيرا عرقيا دمويا من الأغلبية البوذية، والتي استمرت منذ عام 1948م عندما منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما ان حصلوا على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا وعودهم، واستمروا في احتلال أراكان من دون رغبة سكانها من المسلمين (الروهينغا) وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين.
ولم تتغير أحوال المسلمين الروهينغا، بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجودا، وقد نجحت هذه الممارسات في تهجير 3 - 4 ملايين مسلم حتى الآن ومئات آلاف القتلى.
بعد عشرات الآلاف من الضحايا ومن حرق وهدم البيوت والمطاردة المهينة، وبعد أن ضجت الشعوب من هذا التجاهل، بدأنا نسمع بعض الأصوات الدولية الضعيفة التي للأسف لا ترتقي إلى أفعال رادعة للمجرمين البوذيين، وإعادة الروهينغيين إلى وطنهم، وتعويضهم تعويضا عادلا تجاه ما فقدوه من ممتلكاتهم وضحاياهم، والاهم حمايتهم مستقبلا للعيش أحرارا كراما شرفاء.
للأسف حتى المسلمون رخصوا في دماء المسلمين!
[email protected]