بالإضافة إلى الأهمية الاجتماعية والثقافية والتوعوية العقائدية والفقهية للحسينية، فإنها تمثل إحياء تراثيا إسلاميا بدأه الرسول صلى الله عليه وآله عندما أسس مأتما مصغرا يوم ان بشر بولادة الحسين عليه السلام، فأخذه وبكى بعد ان أخبره جبرائيل عليه السلام بأنه يقتل.
وبحضور أم المؤمنين أم سلمة روى لها ما سيجري على الحسين في أرض تسمى كربلاء.
وفي الشام بعد قدوم أسرى كربلاء، عمل أهل البيت عليهم السلام مأتما للحسين بعلم من يزيد بن معاوية.
وآخر عندما أقام الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في المدينة، فضرب فسطاطا وأنزل النساء، وأمر شاعرا ينعى الحسين عليه السلام، واستمر بذلك 34 عاما، وشجع أئمة أهل البيت ذلك وعدوها شعيرة من شعائر الإسلام، ومجلسا للوعي والإرشاد وللحديث عن مناقب أهل البيت، ومدى مظلوميتهم، وان حبهم يتجسد بطاعتهم، واتباع أخلاقهم وأنهم وصية رسول الله في الثقلين بعد القرآن الكريم.
وانتشرت المآتم الحسينية شيئا فشيئا، حتى لا يكاد اليوم بلدا في القارات الخمس يخلو من حسينية، وبلغات البشر المعروفة يجمعها آهات «يا حسين».
ومن الجرم والظلم الفج ان تتهم الحسينية، بأنها مكانا مخصصا لسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومرجع ذلك ان هناك من استن سنة بدعة ووقحة بسب الإمام علي بن أبي طالب وانه ولد من أب كافر! وذلك خلال الخلافة الأموية قبل ان يوقفها الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، حتى عد الخليفة الخامس من الخلفاء الراشدين.
رغم ان الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام تمنع السب وأن المؤمن الصادق عفيف اللسان، ولذلك خرجت فتاوى الفقهاء بحرمة ذلك حرمة صريحة.
ولا ينبغي القياس على شذاذ الأمة السبابين عديمي الأخلاق والعقيدة الصافية.
فهم موجودون في كل عصر ومصر ولا يخلو منهم مذهب أو مدرسة إسلامية، بل تطوروا اليوم الى إقامة قنوات فضائية متخصصة لهذا المجال الوضيع والبذيء، والذي - من المؤكد - تدعمه الصهيونية والقوى التي تعمل على تفتيت المسلمين بمكائد اتهامات التكفير والشرك وهذه داعش إحدى ثمراتهم الخبيثة.
[email protected]