«.. للأسف الشديد، ونقولها بغصة وغبن، إن منفذ العبدلي يفتقر إلى أبسط مقومات مركز الخدمة، من حيث مركز تسوق تجاري يستهدف كل الأعمار وأيضا إلى مسجد مرتب يتسع للتوافد الكبير للمصلين من المغادرين والقادمين طوال السنة، ومرفق به دورات مياه متعددة وكافية ونظيفة، وكذلك توفير المطاعم الراقية التي ترضي الأذواق والأعمار..».
هذا جزء من شكوى مواطن خليجي ضمنتها مقالي في 2017/1/21 بعنوان «استراحة منفذ العبدلي» (جريدة الأنباء).
وما زالت المشكلة مستمرة حتى الآن، رغم استعداد بعض المواطنين للتبرع بإنشائها وصيانتها.
والأيام القادمة وبمناسبة ذكرى أربعين استشهاد سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، الإمام الحسين عليه السلام، سيشهد منفذ العبدلي آلاف المغادرين من المواطنين والخليجيين الزوار متجهين الى كربلاء مشيا او ركابا.
وجرت العادة في السنوات الأخيرة على تطوع المحبين في إقامة مخيمات مرخصة لاستراحة هؤلاء الزوار والتشرف باستضافتهم بالطعام والشراب. وكانت وزارة الداخلية مشكورة تؤازر هذا العمل التطوعي الخير وتقيم مخيما أمنيا بالقرب منهم.
ويفاجأ هؤلاء المتطوعون هذا العام بمنعهم رسميا عن هذه المضايف التي تعكس الكرم العربي والخلق الإسلامي!
مما أوجد حالة من التذمر والإحباط والألم، وقد قيل لهم ان الدواعي الأمنية هي السبب! فكيف يصدقون ذلك ورجال الداخلية أثبتوا قدرتهم على حماية مئات المساجد والحسينيات وتفتيشها في وقت واحد؟! رغم ان تلك المضايف لا يزيد عددها على عدد أصابع اليد الواحدة!
ولكن القناعة الباتة بأن القرار كان انصياعا لبضع صيحات طائفية ظالمة، في العام الماضي هددت بالمساءلة السياسية!
وهذا هو جوهر المشكلة التي تمس القرار السيادي الذي يؤلم كل المواطنين، عندما يصدر صاغرا لمثل هذه الرغبات الفئوية، منتهكا الحرية الدستورية والإنسانية في إقامة الشعائر الدينية التي لا تنافي العادات المرعية ولا النظام العام ولا الآداب، كما نصت المادة الـ 35 من دستور الكويت.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email protected]