هكذا وصف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سبطيه «الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا». اي ان تصدى احدهما او كلاهما للأمر، أو تجنباه، فهذا لا يغير من وصفهما كإمامين للأمة.
ولذلك من الخطأ الجسيم، التصور بأن الإمام الحسين إنسان حار وانفعالي وعنيف! بينما الإمام الحسن إنسان يميل إلى الدعة والراحة وتعدد الزوجات! كلام لا يليق بأهل البيت عليهم السلام، الذين مدحهم القرآن فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
لكن الظروف هي التي رسمت للإمام السيناريو الأصلح للأمة على المستويين القريب والبعيد. فليست الحرب دائما هي الحل ولا الطريق السلمي يعد دائما نكوصا وخذلانا.
الإمام الحسن عليه السلام كان متأهبا عسكريا لحماية الأمة من الانحراف، ولكن واجه جيشا مواليا له، ولكنه مثقل ومتعب من بعد معارك الجمل وصفين والنهروان والحروب الخاطفة الأخرى، ورجالا مرتشين وتسربت الى نفوسهم الفتن والمطامع، بالإضافة الى تربص الخوارج في الداخل، والتهديدات الخارجية من الروم، فآثر الصلح ضمن بنود موثقة ليعود الأمر فيما بعد الى آل البيت النبوي الشريف.
وقد تحمل لذلك الإمام الحسن الظلم والنعت بالخذلان، بل وصل ذلك الى الاعتداء الجسدي بطعنه بالخنجر في فخذه، ثم لقي وجه ربه في مثل هذه الأيام شهيدا مظلوما، ليمهد المبررات الشرعية والميدانية لدور أخيه الإمام الحسين المظلوم الشهيد كذلك، سلام الله عليهما.
[email protected]