في داخلنا نعيش وهما بأن السنة الجديدة تملك بذاتها الأحداث السعيدة والمأساوية، بينما المعلوم أننا نصنع الأحداث وبتدخل التدبير الإلهي في القضاء والقدر. بل ان ليلة القدر في شهر رمضان هي توقيت الأمر الحكيم المتصل بالأرزاق والآجال والأوضاع المتصلة بالإنسان، بالتوازي مع إرادته الحرة والاختيارية، وضمن قوانين كونية تربط تصرفات الناس بالآثار على الحياة الإنسانية العامة، مثل ما ورد في الحديث الشريف:
«إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة وإذا طففت المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم».
والآية الكريمة «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون» (96-الاعراف) تؤكد صراحة العلاقة بين الاستقامة وبركات الأرض. أي بين عدالة التوزيع (النقاوة من الفساد)، ووفرة الإنتاج (الرفاهية).
ولا نملك في بداية سنة 2018 إلا السعي والدعاء لكم ولنا:
(يا من ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم اختم لي في يومي هذا بخير وشهري بخير وعمري بخير وسنتي بخير). [email protected]