نسيح في بلدان العالم، نستمتع بأجوائها الرائعة، نلامس الغيوم الناعمة برذاذها المنعش، ونمتع أنظارنا بمياه شلالاتها المتدفقة أنهارا وبحيرات، وسط الجبال الشامخات، يكسو قممها الثلج الأبيض، فتنحدر إلى وديان خضراء، حقولا من الأزهار والورود، والخضار والفواكه اليانعة.
أما البشر هناك فأخلاقهم تتحدث عن أخلاق الإسلام من بشاشة الوجوه إلى صدق الكلام، وما أروع حق المرور عندهم!
تلك الروائع سرعان ما تنهار أمام لحظات الشوق واللهفة إلى ذرات غبار الكويت، ورطوبتها الخانقة وقت الكوس، أمام تداول الفساد والتجاوزات التي تكدر النفس، أمام إزعاج ازدحام سياراتها، أمام تكشيرة بعض موظفيها البطل العطل!
فأجواؤها الشاقة اللاهبة تطبخ النفط تحت أرضها الطيبة، وينضج البرحي في أعالي نخلها الباسق، ويفيض الخليج باللؤلؤ والمرجان، وبالميد والصبور والزبيدي! فيجتمع الذهب الأسود مع الذهب الفضي، فيغمرنا بالذهب الأصفر! فحمدا لله وشكرا لولي نعمتنا.
حب الوطن، يغمر القلب والعقل، ينسيك همك، وتغفل عن كل إزعاجاته أمام أي خطب يهدد كيانه.
دع عنك هذرة تجار السياسة واللاعبين بالدين، عندما يحتكرون الوطنية، ويلوغون في تصنيف الكويتيبن:
«هذا معها وهذا مع عدوها». كذبتهم الوقائع: لا يوجد كويتي واحد خائن!
نعم لدينا كويتيون أخطأوا الطريق: اجتهادا أو ألما أو وهما.
حب الوطن من الإيمان، قالت فيه الأديان والمذاهب.
والحب مسؤولية أمام الخالق قبل المخلوق، الحب ان تنصره ظالما أو مظلوما، ليس بتفسيرك انت ولا أنا، وإنما بتفسير الهادي الأمين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى الإنسانية:
ان تنصره ظالما بردعه عن الظلم.
تحيا الكويت، وسلمت للمجد.
[email protected]