نهنئ كويتنا الحبيبة بالذكرى الرابعة لتولي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ـ حفظه الله ـ دفة الحكم، سائلين الله سبحانه وتعالى ان يطيل في عمره وينعم علينا جميعا بمزيد من الحكمة والأمن والأمان والرفاهية.
كما نحمد الله تعالى على سلامة سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني وعودته الى البلاد سالما يرفل بالصحة والعافية سائلين الله سبحانه وتعالى ان يطيل في عمره ويكون ـ كما هي عادته ـ ذخرا للكويت وأهلها.
ان روح الديموقراطية ولجت في الكويت عند بداية نشأتها في عام 1752 (تقريبا) عندما اختار المواطنون اميرهم الاول عبر الشورى والاجماع، ثم استمر هذا النهج حتى أصبحت الديموقراطية جزءا من عقيدة الكويت السياسية ومن تاريخها وبيئتها الاجتماعية، حيث يتشارك اهلها القرار ويوسعون قاعدة الرقابة، لمزيد من الرفاهية.
وما صدور دستور الكويت 1962 الا تتويج لهذه الثقافة وبلورة لفكر الكويتيين، وهي ديموقراطية ليست لذات الديموقراطية كـ «برستيج» تتفاخر به بين الأمم او مسايرة لفكر الحداثة السياسية، ولكن لمزيد من الرفاهية والحقوق والحريات لشعبها، وهذا ما أكدته ديباجة هذا الدستور لاسباب التصديق عليه من قبل المغفور له سمو الشيخ عبدالله السالم: «وسعيا نحو مستقبل افضل ينعم فيه الوطن بمزيد من الرفاهية والمكانة الدولية، ويفيء على المواطنين بمزيد كذلك من الحرية السياسية والمساواة والعدالة الاجتماعية..».
ولذلك فإن حراك الديموقراطية ينبغي ان يحقق هذه الاهداف الطيبة والا كانت الديموقراطية مجرد «هايد بــــارك» يكثر فيها الكلام والجدال ويقل فيها الــــعمل والانجاز، ومن اولويات هذا الحراك الا نقــــع في أسر المصالح الشخصية والتــــقاتل الفئوي، فالوحدة الوطنية صنوان للديموقراطـــــية، ولقد حذر صاحب السمو الأمير الــــشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ مرارا وتكرارا من انتهاك روح الوحدة الوطنية ولفت انظار الجميع الى ما آلت اليه اوضاع المجتمعات من حولنا عندما داهمها الاضراب الفئوي.
ولذلك من افــــضل سبل الاحتــــفال بذكرى تولي سمـــوه مقاليد الحكم ان نتجاوب مع نصائحه الأبوية وان نترجم ذلك بأقوالنا وأفعالنا: نعم للوحدة الوطنية وتبا لكل اسباب الفــــرقة والتفـــتيت، وصدق سمو المغفور له الشيخ جابر الأحمد ـ طيب الله ثراه ـ «كلنا للكويت والكويت لنا».
[email protected]