نشعر كمواطنين كويتيين بالإحباط لوجود اشخاص بيننا، من يريد أن يجمع الملايين من الدنانير من المال سواء بالرشوة أو الكسب غير المشروع أو الهبات التي وراءها مصلحة شخصية وأن يستثمر هذه الأموال خارج الكويت بشراء العقارات والأسهم وتأسيس الشركات وكأنه يقول عندي ديرة ثانية أعيش فيها وآمنة مستقبلي لو حصل شيء أضمن معيشتي وأهلي، لا قدر الله، يعني مثل هؤلاء ولاؤهم وانتماؤهم ليس للكويت وإنما يخططون لاستنزاف المال العام بأي طريقة ومع الأسف هناك تجارب وأمثلة مثل هؤلاء منذ تحرير كويتنا الحبيبة وما زالوا داخل الكويت ومنهم حاليا خارج الكويت يتمتعون هم وأهلهم بخير الكويت.
كما أصبحت المخالفات المالية والهدر الحكومي بالملايين سنويا وتسجل رسميا عن طريق تقارير ديوان المحاسبة وكذلك موجودة بمستندات لدى بعض أعضاء مجلس الأمة وتنشر في الصحف ولكن ومع الأسف تمر وتتكرر سنويا كأنه لا يوجد شيء وليس لدى الجهات الحكومية مخالفات مالية، والمحبط نرى ونسمع بأنه تم تحديد بعض القياديين في هذه المسائل ولكن لم نر أو نسمع بأنه تمت إحالتهم الى القضاء وحتى لو فرضنا انهم أحالوهم الى القضاء، أين هم الآن وماذا حصل لهم؟
وكما أن العجز في ميزانية الدولة الذي تصرح به الحكومة منذ انخفاض أسعار النفط وقررت الحكومة تقدير سعر النفط بـ 45 دولارا أميركيا مع أن أسعار النفط ارتفعت الى 60 دولارا أميركيا يعني المفروض ان العجز ينخفض في ميزانية 2017 -2018 وعندما تم إعداد ميزانية 2018-2019 كذلك تم احتساب سعر النفط بـ45 دولارا أميركيا مع أن السعر في ارتفاع أكثر من 60 دولارا أميركيا، ولكن يتوقعون ان العجز سيكون 8 مليارات دينار ليش لأنهم يتوقعون مصروفات 2018-2019 ستكون 20 مليار دينار وكل هذا سيكون استنزافا لرصيد الاحتياطي وصندوق الأجيال القادمة اللي صرنا احنا منهم وعدانا ومع هذا العجز لاحقنا في تصريحات الحكومة حتى لو ارتفع سعر النفط.
أنا أعتقد مشكلة العجز ليست في انخفاض أسعار النفط هذا اذا فيه عجز اصلا ولكن المشكلة في عدم جدية الحكومة بحل مشكلة المخالفات المالية والهدر الحكومي التي تسجل رسميا بتقارير ديوان المحاسبة وليس هناك محاسبة للمخالفين ولم يتم تحصيل الأموال المسروقة من الهاربين وعلى الحكومة أن تكون جريئة وحازمة كما قامت المملكة العربية السعودية بتحصيل الأموال المسروقة من كبار رجال الأعمال ووزراء سابقين وأن تسد العجز من جيب المفسدين والمرتشين وليس من جيب المواطن.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com