ما تعيشه الحكومة اليوم من انقسام وصراع وما حدث في جلسة استجواب الثلاثاء الماضي يذكرني بحرب داحس والغبراء التي وقعت في العصر الجاهلي وامتدت لسنوات قيل انها وصلت الى 40 عاما.. والمعروف ان الحرب وقعت بسبب الحصان داحس والفرس الغبراء حيث كان هناك تنافس بين قبيلتي عبس وذبيان وهما ابناء عمومة على حراسة قافلة النعمان بن المنذر.
عبس وذبيان احتكما للفوز بحماية القافلة الى نتيجة سباق يمتد لأيام بين داحس والغبراء ولأن داحس تفوق على الغبراء في بداية أيام السباق فقد قام أبناء ذبيان باعتراض داحس في الصحراء ليتأخر وتفوز الغبراء، وبالفعل هذا ما حدث لكن عبس علمت بالأمر ونشبت الحرب الطويلة جدا.
الحكومة الآن تعيش حربا داخلية وصراعا ومنافسة حامية يصل فيها الضرب لما هو تحت الحزام، ولم يعد اللعب تحت الطاولة بين أعضائها بل أصبح اللعب على المكشوف، وظهر هذا جليا في الجلسة التي وقف فيها نائب الرئيس حائرا وحيدا بعدما استخدم الطرف الآخر بعضا من أدواته وأتباعه لتعطيل مسيرته كما حدث مع داحس.
وعلى الرغم من وصول نائب الرئيس لهدفه بعدم صعوده للمنصة.. لكن الأصوات لم تكن هي المؤكدة التي اعتاد عليها نائب الرئيس والتي كانت تسانده بمجرد طرفة عين أو على أقصى تقدير إشارة باصبع لأن الاتجاهات اختلفت لنواب كانوا كالخاتم في الاصبع وتحولوا الى خنجر في الظهر.
ما يحدث في حكومة داحس والغبراء يؤكد ويزيد التأكيد على أن هذه الحكومة لا تصلح، فغير أنها ضعيفة الأداء، فهي غير متماسكة او مترابطة وانما تشغلها الصراعات السياسية والطموحات المستقبلية والتنافس على فرض الهيمنة والسلطة.
ترى هل تستمر حرب أبناء العمومة حرب داحس والغبراء؟ ام يكون هناك تدخل من الحكماء لوقف نزيف إهدار الوقت والجهد والمال ويستمر تأخر الكويت عن الركب والخروج لنا بحكومة جديدة بنهج وفكر جديدين دون اي نزاعات وصراعات.
ترى هل يتم إقصاء طرف لصالح طرف آخر كما حدث على خلفية استجوابات أخرى في السابق؟ أو هل يتم إقصاء الطرفين معا؟ وإلى متى يستمر هذا الوضع المقلق والمزعج والمعطل للممارسة النيابية والتشريعية وحتى للسلطة التنفيذية نفسها.
كلها أسئلة إجاباتها صعبة لكن المؤكد هو أن نوابا يلعبون الآن بشكل غير شريف فهم انضموا مؤخرا لصفوف المعارضة ولكنها معارضة الغرض منها مساندة طرف لصالح آخر.. والمؤكد ايضا ان طبول الحرب قرعت وأصبحت علنية.. الله يستر.
[email protected]