يقول المثل الكويتي: «الضرس لي من رقل.. من شلعته لا بد» وهذا المثل في الحقيقة حكيم ومفيد ويلخص طريقة الخلاص من العلة المستعصية التي لا أمل في علاجها.. فالضرس الذي تثور عليه البكتريا وتهدد استقراره وتزعزع تماسكه وتنخر في جذوره لا يصبح به أي أمل لاستمرار بقائه.
ومهما أعطيت المريض من مسكنات ومهدئات فإنه ما يلبث أن يشعر بالألم الشديد الذي يزداد يوما بعد يوم إلى أن تصل لمرحلة لا تصلح معها المسكنات ولا شريط بندول كامل أو علبة حبوب من أقوى أنواع المهدئات.. ويصبح لا بد من التدخل لفصل هذا الضرس الموبوء عن جسد الإنسان حتى يرتاح من الألم الذي لا يمكن تحمله.
ألم الضروس نما وازداد وأشتد في هذا الوطن حتى لم نعد نطيق الألم الذي لم يعد يؤثر في الفم أو الرأس فقط وإنما امتد إلى جميع أعضاء هذا الجسد الذي يصر بعض أبنائه على إيذائه نفسيا ومعنويا وماديا أيضا من خلال المساجلات والمشاحنات وتربيط العصاعص.
التهم الجزاف اصبحت تلقى بالبشر وأصبحت هي الطاغية على اهتمامات العامة لما لها من خطورة وما لها من تبعات وعلامات وتنبؤات وما لها من دلائل ومؤشرات.
في الكويت الآن لم يعد الصمت وحمرة الخجل تكفي ولم يعد الحياء صفة يتصف بها الجميع، بل ان الخارجين على الأعراف والعادات والتقاليد في ازدياد يوما بعد آخر.. وقد آن الأوان الآن لأن يتدخل الحكماء والعقلاء في هذا البلد لفك التشابك وحل النزاع وإنهاء الصراع الحادث بين تلك الأطراف.
لقد مللنا نحن العامة صراعات هؤلاء.. وكل منهم يبرر أفعاله ويلقي باللوم على الآخر.. وما يشاع الآن بأن الأمر كله مسرحية من أجل سرقة كبيرة يفصل لها الغطاء القانوني والحماية الشعبية ومباركة أصحاب القرار.. فهل ياترى هذا الأمر صحيح؟
لا بد من التدخل الجراحي وإلزام كل طرف بعدم تخطي حدوده وكما قال المثل: «الضرس لي من رقل.. من شلعته لا بد».. لذلك التدخل الجراحي مطلوب فورا وحالا قبل أن يصاب المريض بحالة إغماء من شدة الألم.
[email protected]