كل عام وكويتنا الحبيبة بألف خير.. كل عام وشعبنا الأبي في محبة.. كل عام وأهلنا في خير وفي نعمة.. كل عام وأنتم في أمان ووحدة بمناسبة أعيادنا الوطنية التي تحل علينا هذه الأيام.
يومان عظيمان نعيشهما ذكرى العيد الوطني وذكرى تحرير الكويت من براثن العدوان والغزو الصدامي الغاشم.. تلك الذكرى التي نستذكر فيها هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن.. شهداء الكويت الذين كانوا ضحية الغدر والخيانة من الأخ والجار المسلم.
نحتفل بوطننا وبشعبنا الذي أثبت للعالم كله أن الكويتيين في وقت الشدة والأزمة على قلب رجل واحد اصطفوا جميعا لتحرير وطنهم على اختلاف الشرائح حيث اصطف البدوي بجوار الحضري والسني بجوار الشيعي جمعتهم هوية الوطن الواحد وحب هذه الأرض التي آوتنا واحتضنتنا جميعا وعم خيرها الجميع.
نحتفل هذه الأيام والعالم من حولنا يعيش اضطرابات لم نعاصر مثلها من قبل ولم يرها الجيل الحالي أو يرى مثيلا لها.. ونحتفل أيضا وهناك منا من يحارب من أجل أمور تافهة مهما عظمت.. ووسط خلافات سياسية بين هذا وذاك وصراعات لو نظرنا لأسبابها نظرة ثاقبة وأهدافها بنظرة عقلانية لوجدنا أن كل الأهداف لا تساوي وكل الصراعات لا فائدة حقيقية منها.
دائما وأبدا نقول ونستذكر قول الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد رحمه الله كلنا زائلون وتبقى الكويت.. فلم الصراع ولم الخصام؟.. فلا يستحق منا الوطن أي خلاف وعلينا أن نعيد لوطننا إشراقته ونضارته ليصبح حقا وطن النهار الذي نطمح ووطن الحرية والتسامح الذي نريد.
نريد أن تكون ذكرى العيد الوطني وعيد التحرير دعوة لفتح صفحة جديدة من العمل نبني بها وطننا ليصبح الذي نتمنى، وكما يستحق، فإلى متى يظل الآخرون يتقدمون ونحن محلك راوح؟ إلى متى نظل مجرد ذكرى ونعيش على الماضي حينما كنا، دون الحديث عن المستقبل وأين سنكون؟
ستكون الكويت بإذن الله بسواعد أبنائها بلد السلام والمحبة والعطاء والإنجاز، ستكون وستبقى وطن النهار.. وطن الأمان.. وطن كل المخلصين الصادقين المتفانين في عملهم.. عيدي يا كويت يا أحلى بلد.. وكل عام ووطن النهار مضيء بأهله الطيبين.
[email protected]