فتوى الأخ القارئ عادل الكلباني بإباحة الغناء أثارت جدلا بين عوام الناس وليس العلماء وأهل الافتاء والعلم الشرعي، لأن هذه الفتوى باختصار تخالف إجماع الصحابة والأئمة الأربعة وغالبية سلف الأمة من علماء وفقهاء، كما انها مخالفة لأدلة صريحة جاءت في القرآن والسنة الصحيحة لا ينبغي تجاوزها.
لقد فصلت في مقال سابق في الرد على الاخ صلاح الراشد موضوع الرأي الشرعي في مسألة الغناء ولا بأس أن اذكر باختصار الدليل من الكتاب والسنة على حرمة الغناء، اما من القرآن فهو قول الله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله...) قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود: لهو الحديث هو الغناء، وأيده في ذلك حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس، كذلك هو رأي جموع كبيرة من الصحابة والتابعين، واتفق الائمة الاربعة، رحمهم الله، على حرمة الغناء والمعازف. واما من السنة النبوية فالدليل الصريح والقاطع الذي رواه البخاري وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم «يأتي على الناس زمان يستحلون الحِر والحرير والقينات والمعازف»، فشمل الرسول صلى الله عليه وسلم الغناء مع كبائر المحرمات مثل الزنى ولبس الحرير للرجال، فهذه ادلة صريحة وصحيحة في تحريم الغناء.
اما فتوى الاخ القارئ عادل الكلباني فقد رد عليها كبار العلماء مثل الشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية حيث طلب منه عدم التطرق للافتاء وان يمكث في مسجده اماما وقارئا. ومن المعلوم أن الكلباني لا يعتبر من العلماء او الفقهاء الذين تؤخذ منهم الفتوى وانما هو طالب علم وقارئ للقرآن، وان ما قاله هو مخالف للقرآن والسنة واجماع الأئمة، وحتى لو صدرت هذه الفتوى عن عالم اذا ما خالف الكتاب والسنة فإن رأيه مردود كما قال الامام مالك رحمه الله «كل يؤخذ من كلامه ويرد، الا صاحب هذا القبر» وكان يشير الى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
اما الاخوة الفنانون والمطربون الذين طاروا فرحا بهذه الفتوى فأنصحهم بالرجوع الى الحق واتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ورأى العلماء المعتبرين، وأنصحهم بالتوبة والاقلاع عن هذه المعصية واقول لهم: لن ينفعكم الكلباني ولا غيره عند الله ان انتم خالفتم اوامره وتعديتم حدوده، وصدق الله العظيم القائل (فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر).
أسأل الله الهداية للاخ عادل الكلباني الذي سمعت انه قد عدل عن هذا الرأي وصرح بخلافه وعاد الى الحق وجادة الصواب، فالحمد لله رب العالمين.
[email protected]