اعتادت بعض الفضائيات ووسائل الإعلام في الآونة الأخيرة إظهار شخصيات من رجال ونساء بصورة المنظّرين والناشطين السياسيين أو تحت مسمى الإعلامي أو الباحث وغيرها من هذه المسميات التي لا ضابط لها حيث يقوم هؤلاء بالتطاول على الناس والاستهزاء بهم واستخدام الألفاظ السوقية و«الشوارعية»، ناهيك عن بث الفتنة بين أفراد المجتمع الكويتي وتوزيع التهم دون دليل، بل وذكر أسماء أهل الكويت من شيوخ او سياسيين او رموز وطنية لها تاريخها بانتقاص وهمز ولمز ودناءة في الأسلوب وانحطاط في الوصف.
لا أدري لماذا ظهر علينا هؤلاء في الآونة الأخيرة وبصورة مكثفة وبجرأة غير معهودة؟! هل لأنهم كما يقال: ما هم إلا أدوات يستخدمها بعض السياسيين أو أطراف حكومية أو متنفذون لتكسير الخصوم والتشفي منهم وإرسال رسالة للفرقاء السياسيين وغيرهم اننا نملك مجموعة من السفهاء والسفيهات بإمكاننا تحريكهم في اي وقت لضرب اي شخص يتعرض لنا او يزاحم مصالحنا او يمس لنا طرفا بقول او فعل؟!
هل يعقل أن تظهر علينا إحدى سليطات اللسان في إحدى الفضائيات وبأسلوبها الرديء وألفاظها السوقية وتتكلم عن معلومات أمنية وتتحدث عن حشود على الحدود ثم تتفاعل أجهزة الدولة مع كلامها المرسل الخاوي ونسمع ونقرأ في الصحف ان هناك حالة استنفار في الأجهزة الأمنية؟! إلى أي مرحلة وصلنا إذا كانت أجهزة الأمن في بلدنا تستمد معلوماتها من هذه وأشكالها.. هل ترويع الناس وإطلاق المعلومات التي تمس أمن البلد واستقراره من أطراف محسوبة على الحكومة هي البدعة الجديدة لإظهار مثل هؤلاء كرموز وإعلاميين يملكون المعلومة والحضور لدى الناس؟!
هل وصل بنا الحال الى ان يتصدر السفهاء والتافهون وأرباب السوابق أجهزتنا الإعلامية ويشاهدنا العالم ويعتقدوا ان هؤلاء هم الكويتيون وأن نساء الكويت تمثلهن مثل هذه «الملسونة» سليطة اللسان بالباطل؟!
إن هذه البدعة التي خرجت علينا مؤخرا لا يعرفها أهل الكويت وليست من شيمنا وتقاليدنا العريقة أن نشتم الناس ونسخر منهم ونتطاول عليهم، إن الكويتيين عرفوا على مر التاريخ بأنهم أهل خير ونخوة وعزة وشرف، إن هؤلاء النكرات لا يمثلون أهل الكويت وإنما هم يستخدمون كأدوات لضرب الخصوم وتصفية الحسابات السياسية، ومتى انتفت الحاجة اليهم فلن تشاهدوا أحدا منهم.
يجب علينا ان نرتقي بأسلوب الحوار وأن نراعي أدب الخلاف، ومهما بلغ بنا الصراع فلا نصل الى مرحلة الانحطاط الأخلاقي والبذاءة التي نشاهدها هذه الأيام.
إن أهل الكويت بريئون من كل بذيء وساقط وفاحش، ومن كل تافهة سليطة اللسان، هذه رسالة براءة لكل العالم من هؤلاء وأشكالهم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء».
[email protected]