لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي يثار حولها الجدل عند بداية كل دور انعقاد، ويدور هذا الجدل حول اصل الخلاف الاسلامي ـ الليبرالي الذي ينعكس بدوره على الموافقة على هذه اللجنة من عدمها، ان كثيرا ممن يعارضون انشاء هذه اللجنة ينطلقون من منطلق فكري لا علاقة له باللجنة او حتى الاساس الذي أنشئت من اجله، لأنني لا أتصور وجود من يعارض دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي مثل ظواهر انتشار المخدرات والمسكرات والعنف الاسري وجرائم الاحداث وترويج بعض القيم البعيدة عن الدين الاسلامي الحنيف والاخلاق والتقاليد الكويتية الاصيلة.
ان خصوم التيار الاسلامي والمحافظ يعتقدون ان لجنة الظواهر احد معاقل التيار الاسلامي، يجب الانقضاض عليه والتخلص منه، وحاولوا تشويه صورة هذه اللجنة عن طريق تهويل دورها وتصويرها للناس ان لديها صلاحيات وادوات تنفيذية وتستطيع هذه اللجنة التدخل في خصوصيات الناس والتجسس عليهم ومنعهم من احتفالاتهم وافراحهم، إلى غير ذلك من الاكاذيب والترهات التي يسوقها بعض الليبراليين والتغريبيين والانفتاحيين الذين لا يعرفون للحق طريقا ولا للموضوعية والانصاف نهجا وسبيلا.
ان لجنة دراسة الظواهر السلبية هي باختصار لجنة أنشئت برغبة شعبية عارمة سنة 2006 باقتراح قدمه 43 نائبا من اصل 49، ومازالت هذه اللجنة مستمرة بإرادة شعبية رغما عن الحكومة وبعض الاعضاء، لأن هذه اللجنة مكلفة فقط بالدراسة والبحث كما هو في ديباجة انشائها ويقتصر دورها على رفع تقارير للمجلس فيها مقترحات وافكار وحلول لمعالجة هذه الظواهر والقرار في النهاية للمجلس، بل ان اللجنة لا تستطيع ان تبحث اي موضوع الا بعد تكليف واحالة وموافقة من المجلس، اذن، لماذا هذا التهويل والتخويف من لجنة هي في النهاية تحت سيطرة ونظر وقرار المجلس؟!
إن الحق أحق ان يتبع، والحمد لله على استمرار هذه اللجنة التي نرجو من الله ان يكون اداؤها على مستوى الطموح وان تحقق الاهداف والغايات التي انشئت من اجلها.
[email protected]