عبداللطيف عبدالوهاب العميري
برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة قيام بعض النواب بالدفاع عن الحكومة والتصدي لزملائهم النواب في كل شاردة وواردة، بل بالغوا في ذلك حتى أصبحت الحكومة لا تحتاج الى متابعة ما يقوله النواب مادام محاموها من النواب يمارسون ذلك الدور بامتياز ونجاح باهر.
إن هذه الظاهرة يجب أن نتوقف عندها ولنبحث عن السبب الذي جعل مثل هؤلاء النواب يسلكون هذا الطريق وبشكل غريب وغير مسبوق، فهو أحد أمرين، الأول أن يكون هؤلاء النواب مدعومين من الحكومة ومن والاها أثناء الانتخابات، لذا فهم يقومون بذلك من باب رد الجميل ودفع فاتورة الانتخابات وكذلك لإثبات الولاء للحكومة حتى يستمر هذا الدعم سواء في انتخابات قادمة أو تتذكرهم في أي تشكيل وزاري مستقبلي أو تقوم بتسيير مصالحهم الخاصة التي لا نعلمها خاصة أنهم ذاقوا مرارة السقوط عند تخلي الحكومة عنهم.
أما الأمر الآخر فقد يكونون حريصين على عدم التأزيم ويريدون التهدئة والوقوف ضد كل من يريد التأثير على مسيرة المجلس أو قد يتسبب في حل المجلس كما حصل في المجلس السابق.
وفي كلتا الحالتين أقول لهؤلاء: أنتم مخطئون، فإذا كنتم تدافعون وتنافحون عن الحكومة لرد الجميل ودفع فاتورة الانتخابات فهذا لن يخفى على الشعب الكويتي الذي أرسل رسالة واضحة في الانتخابات الأخيرة مفادها أن الحكومة أصبحت ورقة محروقة وكل من يسير في ركابها وينتسب إليها سيدفع الثمن غاليا ما لم يمارس وسائل أخرى للنجاح غير مشروعة، ولنا أن نشاهد من وُصفوا بالمؤزمين وأصحاب الاستجوابات يعيدهم الشعب وبقوة مما يعطي مؤشرا عن الرضا بما قاموا به ويطالبهم بالمزيد. أما إذا كان الدافع هو الحرص على المجلس فأقول لهم: لا تتعبوا أنفسكم لأن الحكومة «ما لها صاحب وراح تقص فيكم الحبل» كما فعلت بالمجلس السابق، فالحكومة وللأسف لا تتعامل مع مجلس الأمة على أنه تمثله الأغلبية، بل لا تثق بهم، والدليل أنها كانت تملك أغلبية في المجلس السابق ولكنها سعت الى حله والتخلص منه بلا سبب مقنع أو حجة واضحة.
خلاصة الحديث أقول لهؤلاء النواب محامي الحكومة: كفوا عن تصريحاتكم ضد زملائكم والتفتوا إلى مشاكل البلد وهموم المواطنين المتراكمة ببركة الحكومة التي تنافحون عنها.
برقية شكر الى الأخ وزير الإعلام لقيامه بتوجيه رسالة إلى وسائل الإعلام والمحطات الفضائية بمراعاة تعاليم الإسلام في شهر رمضان المبارك.
وبرقية شكر أخرى أوجهها إلى الاخوة الكتاب وطلبة العلم الذين انبروا بالرد على ما كتبه ذلك النائب في مسألة التمسح بالقبور والاستعانة بغير الله.. فهو تكلم بغير مجاله وخارج اختصاصه فأتى بالعجائب.