بعد مرور سنين وعندما يتوقف التاريخ ويهدأ سيتذكر العالم الشعب المصري، حيث شهدت مصر ثورة شعبية أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونظامه، ليخلفه الرئيس السابق محمد مرسي الذي جاءت به أيضا هذه الثورة الشعبية. من قبل سنة فوجئت بما فعله الشعب المصري في 30 يونيو، حيث أرى أن ما قامت به القوات المسلحة المصرية يعادل انتصارا حربيا، حيث نجح المصريون في خلع نظام الاخوان المسلمين، فهم لا يعرفون ان الغرب لا يهمه ما يحدث في مصر او العالم العربي بقدر ما يهمه معاهدة السلام مع إسرائيل وأمن اسرائيل فقط، كما أتمنى أيضا ان يكون ما حدث في مصر بمنزلة بارقة أمل لباقي الشعوب العربية وان ينعكس ذلك بالايجاب على سورية، وأن يكون ما فعله المصريون بالإخوان المسلمين درسا لهم يتعلمون منه كيف يسقطون الطاغية، وأنا هنا أدين الإخوان المسلمين خصوصا فيما سمعته من مرشدهم العام محمد بديع عندما قال: إن عزل مرسي جرم يفوق هدم الكعبة حجرا حجرا، فأي عقل يحمله هذا الرجل؟ وكيف له ان يقارن رئيس دولة ليس بيده شيء ببيت الله الحرام؟
أعود وأقول إن ما حدث في مصر ثورة شعبية ومفخرة عربية أمام العالم كله، فقد حسمت هذه الثورة الأمر بعد ان ثار الشعب كله ضد جماعة الاخوان المسلمين التي لا تمثل سوى نفسها، ولا تفلح في شيء سوى في قلب الموازين والاخلال بها من خلال محاولاتها ان توصل للغرب رسالة واحدة، وهي ان ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري، ولا يمثل إرادة الشعب.
الرئيس الحالي المشير عبدالفتاح السيسي هو الأكثر قدرة على إدارة شؤون البلاد في هذه الفترة، وكذلك رئيس الوزراء الذي يتمتع بقدرة مماثلة فهذه الحكومة قادرة على إصلاح ما خربه حكم الاخوان المسلمين، ونجاح الحكم في مصر سيزيد من تسليط الضوء على فشل الإخوان الذين أعماهم جمع غنائم المعركة عن رؤية خصومهم ولو كانت قيادة الإخوان قادرة على التفكير السليم لما هزمت نفسها في الحكم قبل أن يهزمها خصومها، ويبدو ان التفكير السليم لايزال صعبا على الاخوان المسلمين في مصر وفي الدول العربية، الا في تركيا لأن الرئيس التركي هو من الاخوان، ولكن تفكيره يختلف عن تفكير الاخوان المسلمين في الدول العربية. واذا كان مرسي أول رئيس مدني وصل الى الحكم عبر انتخابات ديموقراطية، فالرئيس الحالي أيضا وصل الى الحكم عبر انتخابات ديموقراطية في ظل دستور افضل وتحت حكم القانون الذي حاولت الجماعة أخونته، ثم شككت في قضاة تابعين للنظام الأسبق متجاوزة أن القضاء المصري دخل في مناوشات مع الرئيس الأسبق حسني مبارك قبل أن يخوض معارك مع الاخوان المسلمين.
السيسي أكثر قدرة على إدارة شؤون البلد من سلفه، كما ان الحكومة الحالية قادرة على إصلاح ما خربه حكم الإخوان الا أن الجماعة تفضل استمرار الخراب ولو كان ذلك يعني حرمان المواطن المصري من أبسط متطلبات حياته اليومية.
أسطر قرأتها في الصحف المصرية.
[email protected]
almeshariq8@