عذرا وعفوا، بعد أن اختلط الحابل بالنابل وزاد الصخب وأصبح الأمر كأنه زمبيلطة وازدهر مناخ زيطة وهيصة. التحرش النسائي ظاهرة قد تبدو جديدة لكنها استشرت في المجتمع بشكل كبير، وتعاني الكثير من النساء من هذه العادة التي نمت بشكل ملحوظ في الشوارع. ورغم ذلك فالقول بأن هناك تحرشا من النساء بالرجال قد يكون أمرا صادما لدى البعض إلا أنه واقع لا يمكن إغفاله، والشواهد تؤكد أن هناك تحرشا من النساء بالرجال، تحرش بكل الأشكال، شفوي وسادي وبكل جرأة.
قد يرفض البعض مجرد التفكير في أن هناك ما يعرف بالتحرش النسائي، وهو ما يبدو ظاهرا على المرأة التي تستخدم كل السبل لإخفاء مشاعرها، «يتمنعن وهن الراغبات». الغريب أن وقائع تحرش النساء بالرجال يصعب حصرها في محاضر الشرطة الرسمية أو في إحصائيات رسمية لأن الرجال يُنظر إليهم دائما على أنهم الفئة الباغية، وعندما يتقدم الرجل لقسم الشرطة لتحرير محضر ضد امرأة متحرشة يقابل بسخرية لاذعة واستهزاء وتكذيب.
وتنمو ظاهرة التحرش النسائي بسرعة فائقة لأن المرأة المتحرشة على ثقة بأنها في مأمن ولن يشك فيها أحد، باعتبارها الحلقة الأضعف في المعادلة التي يكون فيها الرجل هو دائما الجاني ومنعدم الضمير، في ظل الاعتقاد الدائم بأنه من الطبيعي أن يتحرش الرجل بالمرأة وليس العكس، وهذا ما يتقبله المجتمع أو بالأحرى ما يريد أن يتقبله المجتمع.
يشير علماء النفس والاجتماع إلى أن ظاهرة تحرش النساء بالرجال ظاهرة لها جذور قديمة وعادت تطفو من جديد وترجع أسبابها إلى ارتفاع سن الزواج والظروف الاقتصادية التي تجعل الشباب يعزفون عن الزواج، ما يجعل هناك معاناة كبيرة من الفتيات في العثور على الزوج الذي تتمناه وتحلم به، ويرجع بعض العلماء هذه الظاهرة أيضا إلى أن هناك نساء قد يصلن لمرحلة لا يستطعن معها كبت مشاعرهن فيبدأن بالتحرش بالرجال.
ويصف علماء الصحة النفسية سمات الشخصية للمرأة المتحرشة بالقول إن تركيبتها الشخصية هيستيرية وتحب دائما أن تظل محور إعجاب من حولها رغم اعتبار التحرش انتهاكا لحرية الفرد وتهجما عليه.
وتشير دراسة لمركز أبحاث المنتدى للدراسات المجتمعية أن نصف من يقمن بالتحرش من زميلات العمل و92% منهن من رؤساء العمل و12% يتحرشن في الشارع، وان رجلا واحدا من بين عشرة رجال يتحرشون بالنساء. كلمات قرأتها للأستاذ حسين نبيل وكتبتها باختصار.
[email protected]
almeshariq8@