بعد أن أسفرت وصلات التعذيب، التي تفنن ثلاثة أشقاء في ممارستها على طفل جارتهم الرضيع، عن وفاته، قاموا بإلقاء جثته أمام منزل أحد المسؤولين، كان الثلاثة قد اعتادوا تعليق الرضيع في سقف الشقة الفارهة التي يعيشون فيها ثم يتسابقون على ركله ضاحكين. أما في أغلب الأحيان، فكانوا يتركونه على أرضية المطبخ، دون طعام أو شراب حتى ينفطر من البكاء، وحين يزعجهم بكاؤه، كانوا يبادرون الى لسعه بالنار أو ضربه بالحذاء.
القصة التي يصعب تصديق أحداثها، لولا ورودها في صحيفة محترمة، تبدأ مع المتسولة المحترفة (52 عاما) التي كانت تعيش وأولادها الثلاثة، وهم:
هـ (30 عاما)، ش (23 عاما)، أ (21 عاما). بعد تكوينها ثروة طائلة، استأجرت الأم شقة فاخرة لأولادها بعيدا عمن يعرفونها، حيث كانت تخرج بملابسها الفاخرة كل صباح، وتبدلها داخل السيارة بملابس الشغل.
وفي أحد الأيام، سمعت المتسولة جارتها تطلب من بواب المبنى مساعدتها لتأمين خادمة، فسارعت المتسولة للمساعدة، لتبدأ العلاقة مع الجارة، وتتبادلان الزيارات. عرفت المتسولة أن الجارة مديرة بإحدى الجامعات الخاصة، ومتزوجة من مدير مبيعات في شركة سيارات شهيرة، ولديهما طفل رضيع لا يزيد عمره على العامين.
بعد أن عرفت المتسولة بالخلافات بين جارتها وزوجها، عرضت عليها الحل عن طريق دجال، وبدأت في استنزافها ماليا بحجة الدجال الوهمي، حتى تمكنت من سحب نحو 200 ألف جنيه من الجارة التي كانت تسرق المال من ملابس زوجها.
بعد طلاق الجارة من زوجها، اتصلت بها المتسولة مجددا، وأوهمتها بأن الدجال يعرف مكان خطيبها الأول، ويمكنه تزويجها منه، شرط حصوله على مبلغ مالي كبير.
ذهبت الجارة وسلمت السيدة المال المطلوب. ومع مرور الوقت، سيطرت المتسولة على عقل جارتها، وأخذت طفلها الرضيع وأخبرتها بأن زوجة الدجال ستربيه تحت رعاية الدجال الشيخ، الذي يحتاج للمزيد من المال، ويلزمها بالنزول الى الشارع والتسول.
نفذت الجارة طلبات الدجال، فبدأت رحلة عامين من التسول، كانت تعود يوميا بمبالغ مالية لا تقل عن 150 دولارا، أما رضيعها فكانت المتسولة قد تركته مع أولادها في شقتهم، حيث كانوا يمارسون عليه أبشع أنواع التعذيب.
استمر التعذيب دون رحمة حتى مات الطفل، فما كان من الأبناء الثلاثة، إلا أن خططوا لإخفاء الجثة دون أن يراهم أحد. فلفوها ببطانية ووضعوها في كيس بلاستيكي كبير، واستقل الأخ وشقيقته سيارة وتركا الجثة أمام أحد المنازل الفارهة وعادوا الى منزلهم.
تبين أن المنزل خاص بأحد المسؤولين، فأبلغ الحرس الخاص بالمسؤول المباحث بالعثور على جثة رضيع وتولت مباحث العجوزة كشف غموض الحادث وقيد المحضر ضد مجهول، بعد 6 أشهر من البحث دون فائدة.
وتولت المصادفة كشف تفاصيل الجريمة، اذ خلال وقوف والدة الطفل في أحد الشوارع سقطت منها حقيبة اليد، عثر عليها أحد الأشخاص ووجد بداخلها رقم هاتف طليقها، فاتصل به وأخبره بأمر الحقيبة. وبعد أن عرف بوجودها في إحدى المدن، توجه الرجل إلى المنطقة حيث فوجئ بطليقته، ابنة الأسرة الثرية، تتسول في الشوارع.
روت الزوجة لطليقها تفاصيل رحلة استمرت لسنوات، وأخبرته بأن طفلها الرضيع عند زوجة الدجال. توجه الأب وطليقته الى قسم المنتزه، وأخبرا رئيس المباحث بتفاصيل القصة الغريبة.
وأكدت أم الطفل أن الابنة الكبري للجارة تقابلها في كل مساء لتأخذ حصيلة التسول، فطلب منها رئيس المباحث أن تذهب لمقابلتها وتم إعداد كمين لضبط الابنة، التي أرشدت رجال المباحث عن مسكنهم وأفراد أسرتها ليتم القبض عليهم.
اعترفت الأم وأولادها الثلاثة بتفاصيل جريمتهم، ومكان التخلص من جثة الطفل الرضيع، وانتقل رجال المباحث إلى شقة المتهمين، حيث عثروا بداخلها على ملابس الطفل الضحية وإيصالات أمانة محررة ضد والدته ومشغولات ذهبية.
قرأت هذه الأسطر في كتاب قصص أبكتني.
[email protected]
@almeshariq8