روى البخاري عن أنس «أن رهطا من المدينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وارتهشت أعضاؤنا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت بطونهم وألوانهم»، رواه البخاري ومسلم وغيرهما. قال القزاز اجتووا أي لم يوافقهم طعامها وقال ابن العربي داء يؤخذ من الوباء وفي رواية أخرى استوخموا قال وهو بمعناه وقال غيره داء يصيب الجوف، وفي رواية أبي عوانة عن أنس في هذه القصة فعظمت بطونهم.
التداوي بحليب الإبل وصية نبوية أثبت العلم الحديث فاعليتها ووقف عاجزا أمام قدرته الفائقة على قتل الخلايا السرطانية، الأخ العزيز محمد السبيعي (بوعلي) صاحب مشروع خيري لعلاج مرضى السرطان دون مقابل بحليب وأبوال الإبل نذر ماله وجهده ووقته للمساهمة في علاج مرضى السرطان وهو لا يبتغي من ورائه غير مرضاة الله، بدأ مشروعه بناقتين حتى وصلت بفضل الله إلى 40 ناقة.
ومن المعروف أن ألبان الإبل لها قيمة غذائية وعلاجية مذهلة وهناك الكثير من الناس ذكروا قصصا عن مرضى عجز الطب عن علاجهم من أمراض عديدة بما فيها السرطان وبتوفيق من الله تعالى تم شفاؤهم باستخدام ألبان الإبل وأبوالها «حليب ووزر الإبل»، والله سبحانه يقول (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وقد أكد العلماء والمختصون أن ألبان الإبل هي الأفضل من حيث ثرائها بمكونات الغذاء وسلامتها تماما وقديما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم لفوائد ألبان الإبل مع أبوالها وحث على استخدامها وذكر الأطباء المسلمون القدامى ألبان الإبل وأبوالها (حليب ووزر الإبل) وفوائدها العديدة، وقد قال الرازي في لبن الإبل «لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج»، وقال ابن سينا في كتاب القانون «إن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن إنسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا، وفي اثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول: ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له الذي أعيا الأطباء أن يداووه: العنب ولبن اللقاح وقصب السكر ولولا قصب السكر ما أقمت بمصر، وأهم المزايا التي تخص حليب الناقة هو امتلاؤه بمركبات ذات طبيعة بروتينية كالليزوزيم ومضادات التخثر ومضادات التسمم ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة وغيرها.
ويقول العلماء إن بول الإبل له خواص علاجية فريدة كونه يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ويحتوي أيضا على زلال ومغنسيوم والإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربع مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم حيث ان الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيرا لأنه يرجع الماء إلى الجسم وبول الابل يسميه أهل البادية «الوزر».
ألبان الإبل وأبوالها تحافظ على الصحة العامة للإنسان ولها الكثير من الفوائد الغذائية والعلاجية فهي تحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم وعلى مواد تقاوم السموم والبكتيريا ونسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض كما توصل العلماء إلى أن بول الإبل يشفي من أمراض عديدة.
وأناشد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك تخصيص مقر دائم في منطقة كبد لهذا المشروع الذي يعالج خمسمائة رجل وامرأة تقريبا من مرضى السرطان وأغلب من يعالجون بحليب ووزر الإبل تم شفاؤهم بفضل الله سبحانه، وتخصيص مكان باسم الحكومة في بر كبد. للعلم أنا زرت هذا المشروع الخيري وجلست مع عدد من المرضى تم شفاؤهم من هذا المرض بفضل الله ثم بفضل حليب ووزر الإبل.
[email protected]
almeshariq8@