في احد الدواوين التي ازورها، صادفت شخصا ودار بيننا نقاش عن مقالاتي وبعض قصائدي، خصوصا قصائد المعاقين تحديدا، اذ ان شقيق هذا الشخص معاق وهم يبحثون له عن زوجة، فرحت لهذا الخبر ولكني اوصيته بأن يختاروا له زوجة صالحة تخاف الله سبحانه، فسألني كيف؟ وما صفات هذه الزوجة الصالحة؟ فأخبرته بأني قرأت منذ فترة في احد الكتب هذه المواصفات وهي: ان تكون لك على درب الحياة صاحبة أمينة على مالك ولبيتك حافظة، اذا نظرت اليها فابتسامتها ساحرة، لكل هم وغم لك شافية، اذا سألتني عن اخلاقها فهي طاهرة ذاكرة لنعم الله تعالى، شاكرة بحجابها جميلة وبحياتها نبيلة، اذا سألتني عنها قلت صادقة عفيفة، اذا اصابتك محنة كانت لك مواسية، فهذا قضاء الله به راضية، اذا امرتها فهي لك طائعة، واذا ذكرتك في مجلس كانت لك مادحة، واذا مرضت اصبحت وأمست باكية في دجى الليالي تدعو لك بالعافية، اذا استشرتها كانت لك ناصحة، وكيف لا وهي الزوجة الصالحة، فالزوجة لا بد ان تحث زوجها على الابتعاد عن الكسب الحرام وان تسير على نهج وطريق الزوجة الصالحة من السلف الصالح، عندما كانت تحث زوجها على الكسب الحلال فكانت توصيه اذا خرج الى عمله قائلة له: «اتق الله فينا ولا تطعمنا الا من حلال فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار»، كما تحثه وتعينه على طاعة الله سبحانه وتعالى، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «رحم الله رجلا قام الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضج في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت في الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء»، رواه احمد وابو داود.
كما يجب ان تعينه في امر دنياه وذلك بحسن تدبيرها وحرصها على مال زوجها ولا تكلف زوجها ما لا يطيق مصداقا لقوله عز وجل: (ومتعوهن على الموسر قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين).
ويجب ان تحافظ على سره وسر بيته وان تحل مشاكلها معه لأن كل مشكلة لها حل بإذن الله، وان تسمع من زوجها ومثلما تدين تدان، وان تقصد دون افراط ولا تفريط، حيث نهى الله سبحانه وتعالى عن الاسراف والتبذير، فقال سبحانه وتعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)، والزوجة المسرفة عدوة نفسها ونكبة على زوجها، تهلك بيدها امواله، وكم من امرأة هدمت بيتها بسوء تصرفها! وكم من سيدة اسست بيتها على احسن ما يكون بحسن تصرفها وتدبيرها! فالزوج حين يرى هذا يزداد حبا لها وثقة فيها.
[email protected]
almeshariq8@