ليس هناك في الأفق أي بصيص من الأمل في وقف حرب إسرائيل على غزة ورفح.. وها هو رئيس الوزراء الاسرائيلي يصر على مواصلة هذه الحرب الشعواء التي تأتي على الأخضر واليابس، ويصمم على عدم التوقف، مدعيا أن هدفه القضاء على زعماء حماس.. جاء ذلك فيما انسحب الوفد الاسرائيلي من المفاوضات في القاهرة، ولم يعقب ذلك مواقف غربية قوية تدفع الجانب الإسرائيلي إلى العودة إلى المفاوضات او توضح أنه سيكون هناك أي نوع من العقوبات على إسرائيل في حال اجتياح مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بمئات آلاف النازحين، فيما يشي بوقوع مجزرة كبرى.
هذا التعنت الإسرائيلي برفض وقف الحرب والإصرار على مواصلة قصف المدنيين العزل من النساء والأطفال، والعمل حاليا على دفع الفلسطينيين إلى التهجير القسري، وهو ما ترفضه الكويت ومصر والأردن وجميع الدول العربية لما له من تداعيات على تصفية القضية الفلسطينية والقضاء تماما على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الحل الذي أجمعت عليه الدول العربية وتضمنته المبادرة العربية للسلام.
وعلى الرغم من أنه جرت عدة اجتماعات شارك فيها العديد من المسؤولين الدوليين سعيا لاتفاق إلى هدنة لوقف الحرب، فإن نتنياهو يصر على مواصلة الحرب ولم يقبل بأي اتفاق خلال الاجتماعات التي جرت في القاهرة، وذلك ببساطة لأن في إنهاء الحرب خطرا عليه هو شخصيا، حيث إنه بمجرد انتهاء الحرب سيأتي وقت المساءلة له، بل وربما محاكمته، ولكنه يعلل رفضه بأنه لا يقبل كل شروط حماس فيما يتعلق بتبادل الأسرى، بل يريد تنفيذ شروطه هو، وكما نلاحظ أن إسرائيل لا تريد وقف الحرب إلا حسب شروطها التي منها تحقيق النصر وهزيمة حماس..
من جهة أخرى، كان أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله عن طلبه من حماس سرعة إنجاز صفقة الأسرى مع إسرائيل وذلك من أجل تجنيب الشعب الفلسطيني مزيدا من ويلات الحرب التي قد تؤدي إلى وقوع كارثة لا تحمد عقباها للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاضطهاد والتجويع وتشريد منذ أكثر من سبعين سنة.. ونقول هنا إن على جامعة الدول العربية وكل من لديه الامكانيات التي تمنحه قدرة على الضغط على إسرائيل العمل على الاستعجال بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وبقية مدنها.
دعونا نسعى جميعا لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل وأن نتجنب الشعارات والمظاهرات العديدة التي قامت بها الشعوب لمساندة القضية الفلسطينية، وتعالوا لأن نسعى إلى اتفاقيات تحقق السلام للشعب الفلسطيني، كفانا تشريدا وتجويعا وقتلا واضطهادا للشعب الفلسطيني..
دعاء: «ربنا يا واسع الفضل والرحمة تولّ أمرنا وأحسن خلاصنا، كن لنا وليا ومعينا وظهيرا ونصيرا»..
والله الموفق،،،