أود في البداية، أن أنقل لكم مقدمة كتابي الذي أصدرته الذي استعرضت فيه إنجازات وكفاح قائدنا في حرب تحرير بلدي من المحتل العراقي، وجاء في هذه المقدمة: رغم المحن والأزمات الكبرى، تمضي الكويت في مسيرة الخير بقيادة جابر الخير، دون أن تتأثر مسيرتها الخيرة بتلك المحن والأزمات، إنها ماضية بقيادة جابر الخير ووالدنا الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمهما الله وجهود أبنائها المخلصين، إنها خطوات عريضة وثابتة ومتقدمة، لا تراجع ولا تردد.. ولا تهاون.. بها يتقدم جابر الخير قائد المسيرة رافعا شعار كلنا للكويت.. والكويت لنا، واضعا نصب عينيه أن المسؤولية تأتي من خلال بابين هما: خدمة الوطن ثم خدمة الشعب وأن يضع المسؤول ربه سبحانه وتعالى ثم ضميره في إنجاز المهام الموكولة إليه.
لا يستطيع أي سياسي أن ينكر السياسة الحكيمة والرشيدة لجابر الخير، تلك السياسة التي أثمرت وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الكويت أثناء أزمة الاحتلال العراقي البغيض، بل وساهم المجتمع الدولي في المجهود الحربي الذي أعد لتحرير الكويت من الاحتلال الغاشم والتي عرفت بعملية عاصفة الصحراء.
نعم، هاهي الكويت تعود إلى مكانها المرموق بين المجتمع الدولي وهي اليوم تواصل مع المجتمع الدولي دورها في بناء الحضارة والمستقبل.
لقد أثبت الشعب الكويتي بقيادة «جابر الخير» أن يوحدوا صفوفهم لا فرق بين فئاته بل هناك جيش كويتي يضم السني والشيعي والحضري والبدوي، ليس هناك شعار غير الولاء للكويت وحب الوطن..
وبفضل ذلك التلاحم بين الشعب الكويتي، التقى الشعب الكويتي في مدينة جدة ورفعوا شعار «كلنا شعب واحد ولا ولاء إلا للكويت وللأسرة الحاكمة أسرة آل صباح الكرام».. كنت أحد المرابطين وتلمست مدى مشاعر أهل الكويت خلال الاحتلال، حيث كانوا دائما يدعون المولى القدير أن يتم تحرير الوطن وأن الجميع يساهم في تحريرها.. كنا نتعاون ونتقاسم العيش فيما بيننا، وفي المساجد كنا ندعو المولى القدير أن يحفظنا، وأن يتم تحرير بلادنا من المحتل الذي أرسل مجموعة لصوص لسرقة المؤسسات الحكومية وبيوتنا.
نعم لقد غزانا مجموعة لصوص وكان هدفهم سرقة كل شيء، إنهم يحملون الحقد والحسد ودائما عندما كنا نلتقي بجنود المحتل كانوا يتعجبون من بيوتنا ومؤسساتنا ومعيشتنا الرغد، وكانوا دائما يسألوننا.. صدام أرسلنا لتحرير الشعب الكويتي واحنا ما شفنا أي نوع من الظلم، بل بالعكس كل الذي نراه يدل على رفاهية الشعب الكويتي، وكان جنود المحتل يطلبون منا أن نساعدهم ونقدم لهم المواد الغذائية وبعض الاحتياجات، نعم لقد أرسل جيشا جائعا ومحروما من كل صنوف الرفاهية.
ونحن اليوم الذي نحتفل فيه بعيد التحرير، لا بد أن نستذكر مواقف قائدنا في حرب تحرير الكويت الشيخ جابر الأحمد، والشيخ سعد العبدالله رحمهما الله، وأن نتصفح سجلنا التاريخي حتى نحتفل بعيد التحرير الذي أعاد الحرية والحياة السعيدة الى أهل الكويت.
من أقوال المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه:
«إن الديموقراطية هي حرية وهي مسؤولية في الوقت ذاته ومثلها حق المواطن في التعبير عن رأيه وفي الحوار مع إخوانه، أما الفرقة والتنافر والتطاحن، فإنها العدو الأول للوطن وهي منبت الفتنة».
والله الموفق.