حرص صاحب السمو رب الأسرة الكويتية الشيخ صباح الأحمد على توجيه ثلاث رسائل ذات أهمية بالغة لنواب الشعب أعضاء مجلس الأمة والتي حملها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ليبلغها إلى أعضاء مجلس الأمة وفي جلسة خاصة قام الغانم بتلاوة رسائل رب الأسرة الكويتية إلى أبنائه أعضاء مجلس الأمة وحرص سموه في رسائله الثلاث على التأكيد على أهم القضايا التي تمر بها المنطقة، وفي الرسالة الأولى ركز سموه على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية والرفض القاطع لأي اصطفافات طائفية أو قبلية أو فئوية، وعدم السماح لأي خطاب سياسي يثير الكراهية، وشدد على أن نواب الأمة يجب أن يكونوا في مقدمة الصف وقدوة للشعب، وهنا يحذر سموه من محاولة البعض إثارة الخلافات الطائفية أو القبلية ويدعو لأن يكون حرص الجميع على دعم الوحدة الوطنية والانتماء الكامل للكويت.
وفي الرسالة الثانية يؤكد سموه على أهمية عدم الانجرار العاطفي والانفعالي فيما يتعلق بالأزمة بين الأشقاء في الخليج وأهمية إيقاف كل محاولات التراشق السياسي والاعلامي التي قد ينجرف إليها البعض فيما يتعلق بالأزمة الخليجية أو الأزمات الأخرى، مؤكدا سموه موقف الكويت كوسيط حقيقي من الداخل الخليجي نفسه، وواضح من الرسالة الثانية أن سموه حريص على تضامن دول مجلس التعاون الخليجي وتماسكها خاصة أن المجلس أثبت خلال الفترة السابقة نجاحه على المستوى الإقليمي والدولي، وقد أكد أهم الزعماء السياسيين على أهمية دور مجلس التعاون في معالجة مختلف القضايا السياسية ومن هذا المنطلق فقد أكد المسؤولون السياسيون في العالم على دور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وعلى قدرته في حل الخلاف الخليجي وعدم التدخل من أي طرف، وأشادوا بحيادية سموه في الخلاف الخليجي.
أما الرسالة الثالثة فكانت موجهة لنواب مجلس الأمة حيث شدد سموه على أهمية دورهم الدستوري المحوري تشريعيا ورقابيا، وشدد في ذات الوقت على أهمية التحلي بأخلاق رجال الدولة والاتسام بنضج السياسيين القادرين على تحمل المسؤولية ذلك عبر ترسيخ التعاون البناء والحقيقي والملموس بين السلطتين وإشاعة أجواء التهدئة، وحرص سموه في الرسالة الثالثة على إبراز دور أعضاء مجلس الأمة الدستوري التشريعي والرقابي وهذا ما يتطلب من الأعضاء التحلي بأخلاق رجال الدولة وعدم إضاعة وقت المجلس في مهاترات وجدالات لا تصب في مصلحة الأمة.
وأكد سموه على ضرورة الابتعاد عن إشاعة الفوضى وإثارة قضايا ليست ذات أهمية من خلال الاستجوابات المكررة.. ومما يؤسف له أن البعض من أعضاء المجلس لم يفهم أي شيء من رسائل الأمير حيث تعمد البعض عدم حضور اجتماع المجلس المخصص لسماع رسائل الأمير.
ويبدو أن البعض يتعامل بأساليب ليست بمستوى المسؤولية أو بقدر رجال الدولة حيث تعمد هؤلاء البعض إثارة خلافهم مع رئيس مجلس الأمة وعدم تعاونهم، رغم أن رئيس مجلس الأمة فاز برئاسة المجلس بالطرق الديموقراطية وبحضور وشهود الجميع.. هذه هي الديموقراطية إن كان هؤلاء البعض يعتبرون أنفسهم أعضاء بمجلس الأمة وانهم ديموقراطيون فهذه هي الديموقراطية أما ما يمارسه هؤلاء البعض فهي مخالفة للديموقراطية، وهذا ما دعا النائب أحمد الفضل رئيس لجنة الأولويات بالمجلس لأن يصف الذين تغيبوا عن الاجتماع بدون عذر بأنها قلة أدب.. لأنهم لم يحرصوا على حضور الاجتماع للاستماع إلى رسائل الأمير.
فمتى يصحو هؤلاء البعض مما يشعرون من حقد على مرزوق الغانم الذي اعتلى كرسي الرئاسة بالانتخاب الحر والديموقراطي.
أرجو أن يحفظ أعضاء مجلس الأمة ما جاء في رسائل سمو الأمير حتى نحافظ على المبادئ والأساسيات التي أشار إليها سموه في رسائله الثلاث.
والله الموفق.