يسعى البعض من أعضاء مجلس الأمة إلى تقديم اقتراح بالعفو الشامل، محاولة منهم لإلغاء أحكام قضائية ضد زملائهم في المجلس، وهذا يعتبر تجاوزا سافرا على أحكام القضاء وتدخلا في الشأن القضائي. وطالبت فئة أخرى بأن يشمل العفو كل المساجين بمن فيهم مجموعة العبدلي، والعفو عن النائب عبدالحميد دشتي.. وهذه من وجهة نظرهم بأن كان مقدمي الاقتراح يريدون إصدار عفو عن زملائهم فإنه يتوجب أن يشمل العفو كل المساجين والمدانين ولسنا هنا بصدد تحديد خطورة وتحدي المدانين لأمن الدولة.. لكن من الصعب أن يفسر كل على هوى سعيه لاستصدار عفو عن زملائهم.. من المفروض أن يكون أعضاء مجلس الأمة أكثر تمسكا بأحكام القضاء والدفاع عنها بحكم أنهم أعضاء مجلس الأمة ومسؤولون عن ديموقراطية وعدالة المقترحات مع ضرورة عدم السماح بتجاوز أحكام القضاء.
إن ما يحدث في مجلس الأمة مصيبة وصلت إلى حد التطاول الشخصي، ويبدو أن أحد الأعضاء مازال متأثرا بانتخابات رئاسة مجلس الأمة والتي حصل فيها على 17 صوتا مقابل 48 صوتا لمرزوق الغانم.. التفوه بألفاظ ضد رئيس المجلس يعتبر ظاهرة شاذة لم نعتد نحن الشعب الكويتي على هكذا ألفاظ وتوجيه السباب للبعض داخل بيت الأمة.. بل فهي ألفاظ تعتبر خارج الآداب والحوار الديموقراطي..
لقد أضاع أعضاء مجلس الأمة معظم أوقات جلسات مجلس الأمة بمهاترات وجدال لا يتمشى مع مهمات أعضاء المجلس.. لقد انصرف المجلس تماما عن دوره الرقابي ومناقشة المشاريع التنموية.. وانشغل أعضاء المجلس بتبادل الاتهامات الشخصية وكلنا تابعنا جلسات المجلس التي خصصت لمناقشة الأحكام القضائية التي صدرت بحق مقتحمي مجلس الأمة.. لا شك أن اقتحام مجلس الأمة بالعنف الذي شاهدناه لدليل على اعتداء سافر من قبل المقتحمين..
إن القضاء يجب أن يواصل مسيرته لتحقيق العدالة وعدم السماح بالتدخل بأحكامه.. ويتوجب على نوابنا المحترمين أن يكونوا أكثر تحمسا للدفاع عن الأحكام القضائية لأنه من الصعب أن ندعي أننا حماة الديموقراطية والأكثر دفاعا عن تحقيق العدالة والمساواة بين الناس..
فهناك أحكام ومساجين أيضا يطالبون بإلغاء الأحكام التي صدرت ضدهم فهل من المعقول أن يقوم بعض الأعضاء باستصدار أحكام لصالح فئة دون أخرى.. كما يلاحظ بمحاولات البعض لتخريب جلسات المجلس وكأنه يريد أن يدفع لحل المجلس وذلك من خلال جدال عقيم وحوارات لا تصب في مصلحة الشعب، بل ووصل الأمر إلى توجيه السباب وهذا ما لم نعتده في المجالس السابقة..
من أقوال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد:
«أنتم الأمانة التي أحملها في عنقي».. والله الموفق.