عبدالوهاب الفهيد
فتاة في المرحلة الثانوية من اسرة محافظة، تعرّفت على شاب عن طريق التلفون بطريق الصدفة، وبدأت تتكون بينهما علاقة من خلال الهاتف، وفي احدى المرات اكتشف امرها اخوها الاكبر، فما كان منه الا ان اخبر والدته، فجاء الوالد غاضبا، ومن فرط ثقته بها اخذ المصحف وقال: اقسمي بالله انك لم تحادثي احدا في التلفون، فمن خوفها أقسمت؛ فقام والدها وصفع أخاها على وجهه وطرده من البيت، وهنا ذهلت الفتاة مما تسببت فيه لأخيها، وندمت، وبعد ايام عادت الى مكالماتها مع ذلك الشاب، وأقسم لها انه يحبها ويريدها زوجة له، فاتفقت معه ان يتقدم لها، فوعدها بذلك وجاء الى ابيها خاطبا اياها، فأمهله والدها حتى يسأل عنه، فما ان سأل عنه حتى تبين ان الشاب فاشل دراسيا وبلا عمل، واسرته سيئة السمعة، فرفضه بشكل قطعي، وأنهى الموضوع بشكل غير ودّي.
فما كان من ذلك الشاب الا خديعتها، وأخذ يُقسم لها بالأيمان المغلّظة انه يحبها، ولا يعنيه كلام الناس، وما يقال عنه وعن أهله، ثم اقترح عليها ان تهرب معه ويتزوجا على كتاب الله وسنة رسوله، فبدت الفكرة مقبولة عندها، فتواعدا عند خروجها إلى المدرسة ان تهرب معه، فأسكنها في إحدى الشقق المفروشة، ثم ذهبا الى قصر العدل ليعقـد قرانه عليها، فلم توافق المحكمة الا بحضور ولي أمرها، فانهارت الفتاة بالبكاء وأحست انها تورطت في هــذه المصيبــة، فأخذ الشاب يهدئها ويمنيها، ثم رجعا الى الشقة وكانت هذه اول ليلة تبيت خارج بيتها، فأخذ يراودها عن نفسها، وتمنعت ثم وقعت المصيبة وأفقدها أعز ما تملك الفتاة، فأخذت تبكي حتى انهارت، وفي الصباح ذهب الى المخفر وقدم لها شكوى ضد ابيها بخصوص الزواج، وبعد ايام من المداولات، وخوفا من الفضيحة وافق والدها على عقد قرانها في المحكمة، وخرج وهو يدعو عليها وعليه، ما أثار عاطفتها، فقالت: يا أبي لا تدع عليّ أرجوك، فلم يرد عليها وأخذ يتمتم: «حسبي الله عليك من بنت، سودت وجهي بين الناس».
لم تنته القصة الى هذا الحد، فقد تزوجها الشاب وانتقلت معه الى بيت اهله، وهناك تفاجأت بواقعها الجديد، فقد وجدت الاسرة مفككة، والده متوفى، ووالدته تتجمع عندها النساء يوميا طلبا لعمل السحر والشعوذة، بل وتتكسب قوتها من هذه الاعمال الشريرة، والأدهى والأمر ان زوجها فاجأها يوما بدخوله عليها وهو في حالة غير طبيعية وأخذ يدخن الحشيشة والمخدرات بأنواعها. وبعد فترة لا تتجاوز السنة على زواجها ألقي القبض على الزوج بتهمة تعاطي وحيازة المخدرات، فتألمت من هذا الوضع.
وبعدها رُزقت بطفلين توأمين (بنت وولد) وكان احدهما معاقا والثاني مصابا بالتوحد. فكانت المصيبة اعظم على نفسها. وبعد مضي عام كامل على سجن زوجها أُخبرت بوفاته بالجرعة الزائدة وهو في السجن، فوقع الخبر عليها كالصاعقة، وبعد عدة اشهر نشب خلاف بينها وبين والدة زوجها، فما كان من ام الزوج الا ان طردتها من البيت هي وأولادها، وقالت لها: «من يوم قدمت هذا البيت ونحن في شؤم»، فأخذت ولديها ومشت تجر أذيال الخيبة، وهداها قلبها ان تذهب الى والدها وتعتذر منه علّه يصفح عنها فوصلت بيت والدها وانتظرته، حتى رأته قادما من المسجد فما ان رآها حتى أعرض عنها، فقالت: يا أبت سامحني، فأنت صاحب القلب الكبير، انظر الى ولدي قد عاقبني الله في زوجي فمات في السجن، ورُزقت بولدين معاقين، وطُردت من بيت أهل زوجي، وأنا الآن في الشارع. فلم يحتمل والدها سماع ذلك فسقط من طوله على الأرض، وبعدها لفظ أنفاسه الأخيرة. فذُعرت لما رأت هذا المنظر، فأخذت تركض، وعادت الى بيت زوجها وجلست امام البيت تستغيث، فمرّ عليها اخو زوجها فتعاطف معها، ودعاها الى شقته، وقال لها: لا يهمك، تعالي معي، فأنت زوجة المرحوم أخي وسأرعاك وأبناءك.
فوافقت مضطرة، وحملت ما أعطاه لها ووقفت تنتظر ذلك الشخص لتسلمه الأمانة، وما ان مدت يدها لتسليمه حتى فوجئت بسيارات الشرطة والمباحث تحوطها من كل مكان وألقي القبض عليها متلبسة بجريمة لا ناقة لها فيها ولا جمل. وأُودعت السجن المركزي وحُكم عليها بالسجن 5 سنوات، وهكذا انتهت هي وولداها في غياهب السجن.