عبدالوهاب الفهيد
اعتدنا في الكويت ان نعيش عرسا ديموقراطيا باقتراب موعد انتخابات مجلس الأمة، واعتدنا ان نرى اللوحات الاعلانية التي تناطح السحاب والشعارات الخلابة، والوعود السامية، والبرامج الانتخابية الراقية، وصور المرشحين الكاشخة، وتنافسا في وضع اللوحات على الأرصفة، وتحت الشبّات وأعمدة الإضاءة في الشوارع وأعمدة اشارات المرور، فالشوارع تُغطى تماما بهذه اللوحات، حتى ان المنازل تطمس معالمها من شدة ازدحام اللوحات.
اما اليوم فلم نعد نرى هذه الظاهرة التي تعود لنا كل أربع سنوات أو تقل (حسب استمرارية المجلس)، وقد يتساءل البعض اين اللوحات الاعلانية للمرشحين؟ وهل هي قابعة فقط امام المقار الانتخابية للمرشحين أم الأمر فيه سر؟
والحقيقة ان بلدية الكويت فاجأتنا بتنفيذ قانون الاعلانات الانتخابية 31/31 الذي بدوره يمنع وضع اللوحات الاعلانية في الشوارع الرئيسية وعند اشارات المرور، وذلك حفاظا على انسيابية الطريق وسلامة المواطنين على حد تعبير أحمد الصبيح مدير عام بلدية الكويت في تصريحه.
كما حدد القائمون على تنفيذ القانون وضع اللوحات عند المقر الانتخابي لكل مرشح على ألا يكون بعيدا عن المقر.
وأنا أعتقد ان مثل هذه القوانين يجب ان تخرج الى النور وتنظم سير الانتخابات حتى في مظهرها الخارجي ويفترض ان نحتذي بالدول الكبرى كأوروبا وأميركا في مثل هذه القوانين والنظم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، اذا منعت اللوحات الاعلانية فكيف يتواصل المرشح مع الناخبين ويعرض ما عنده من برامج انتخابية؟ فاللوحات الاعلانية كانت هي الوسيلة الوحيدة لهذا الأمر.
والموضوع ببساطة محلول، هناك وسائل اعلامية اخرى أرقى من تلك اللوحات على الرغم من اننا لا نقلل من أهميتها كوسيلة، باعتبار ان الوسائل تتطور مع الزمن.
فهناك وسائل أخرى مثل الاعلام المرئي (التلفزيون، والفضائيات) والاعلام المسموع (الاذاعة) ناهيك عن الصحف اليومية والمجلات واللقاءات التلفزيونية والاذاعية والصحافية.
ومثل هذه الوسائل أوقع في نفس الناخب، فالناخب الأميركي على سبيل المثال اعتاد متابعة المرشحين على الرئاسة باعلاناتهم الاذاعية والتلفزيونية ولقاءاتهم ومناظراتهم، وهذه الوسائل تؤثر في الناخب كثيرا، بل انها أحيانا تؤثر في الاتجاهات والميول، وبصراحة بعد دخول العنصر النسائي مجال الانتخابات (كمرشحة أو ناخبة)، فمن حقها ان تشارك وتطلع على برامج مرشحيها، بل تناقشهم في برامجهم الانتخابية.
وليس من المعقول ان تحضر نساؤنا في كل مرة للمقار الانتخابية للمشاركة في الندوة الفلانية أو المحاضرة الفلانية، فهناك قنوات تسهل هذا الأمر، فبإمكانها ان تشاهد المرشح على القناة الفضائية، وتشارك على الهواء مباشرة في مناقشته ومحاسبته بكل حرية أمام الملأ ودون احراج أو مضايقات، فهي جالسة في بيتها والقنوات الفضائية تعرض مقابلات ولقاءات واعلانات المرشحين دون عناء أو مشقة.
علما ان هذا لا ينطبق على النساء فحسب بل حتى على الرجال، فهناك شريحة كبيرة من الناخبين لا تفضل الحضور للمقار الانتخابية لسماع الندوات والمحاضرات والمناظرات، خاصة كبار السن، فيكفيه ان يتابع مرشحيه عبر التلفزيون والقنوات. وهذه في الحقيقة ميزة جميلة.
والله يعين مرشحينا على الظهور الاعلامي (ان كان في التلفزيون أو الاذاعة)، فليس كل متحدث تحت قبة البرلمان أو في الخيام الانتخابية، يجيد الظهور الحسن على الشاشات التلفزيونية أو التحدث عبر ميكروفون الاذاعة.
على كل حال هذا الميدان يا حميدان! الذي يريد ان يتواصل مع الناس وناخبيه فهذه وسيلة راقية. نرجو ان يحسن البعض التعامل معها.